فورد تستخدم نظامين مختلفين لضبط الجودة بالذكاء الاصطناعي في مصانعها

أطلقت شركة فورد نظامين جديدين مدعومين بالذكاء الاصطناعي لمساعدة عمال المصانع على اكتشاف المشكلات البسيطة في الأجزاء أثناء عملية التجميع. يقوم النظام بفحص ما إذا كانت القطع الداخلية (التشطيبات) الصحيحة قد أضيفت إلى كل مركبة، والتأكد من أن كل وصلة كهربائية قد تم تركيبها بالكامل.
يتم إنتاج أكثر من 300 ألف شاحنة F-150 سنوياً في مصنع «ديربورن» للشاحنات التابع لفورد. ويُعرف هذا الطراز بتنوع تشكيلاته ومكوناته، من مستويات التشطيب، إلى المكوّنات الكهربائية، وأطقم الأسلاك، والشعارات، وألواح الهيكل، وتصاميم المقاعد.
لتحسين الإنتاج وضبط الجودة، طرحت فورد نظامين طورتهما داخلياً، هما AiTriz وMAIVS، لاكتشاف العيوب في الوقت الفعلي. نظام AiTriz، الذي نُفذ في ديسمبر 2024 وسُمّي تيمّناً بمطورته في إسبانيا بياتريز غارسيا كولادو، يستخدم التعلم الآلي وبث الفيديو لرصد الانحرافات بمقياس المليمتر. أما MAIVS، الذي ظهر في يناير 2024، فيعتمد على صور ثابتة تلتقطها هواتف ذكية مثبتة على حوامل مطبوعة ثلاثياً للتحقق من تركيب جميع الأجزاء الصحيحة على المركبات.
يعمل النظامان معاً على مساعدة العمال في تحديد المشكلات فوراً، قبل أن تتحول إلى مطالبات ضمان مكلفة أو استدعاءات أو إعادة عمل. وهذه نقطة تحاول فورد تحسينها بعد أن تصدرت صناعة السيارات في عدد الاستدعاءات خلال أربع من السنوات الخمس الماضية.
قد تساعد هذه الأدوات في حل مشكلة الاستدعاءات المكلفة. ففي هذا العام وحده، واجهت فورد رقماً قياسياً بلغ 94 استدعاءً، معظمها للسيارات المصنعة قبل 2023، وهو أكبر عدد من نشرات السلامة تسجله علامة سيارات كبرى في عام واحد.
وأكد باتريك فراي، مدير الهندسة في مصنع ديربورن، أن هذه الأنظمة ساعدت بالفعل على تحسين العمليات، إذ تتيح اكتشاف المشكلات في وقت مبكر بدلاً من انتظار فحص المركبة في المراحل النهائية. وأضاف: «هذا النوع من السرعة مهم، فقبل أنظمة مثل AiTriz، كانت العديد من المشكلات الكهربائية لا تظهر إلا في الفحص النهائي، وإصلاحها لاحقاً كان يتطلب إزالة المقاعد أو فرش الأرضية.»
توجد أنظمة فورد الجديدة الآن في عشرات المحطات في أمريكا الشمالية، حيث يوجد نظام AiTriz في 35 محطة، وMAIVS في نحو 700. وبينما يقتصر MAIVS على الصور الثابتة، يوفر AiTriz دقة ومرونة أكبر من خلال البث المباشر، خاصة في حالات الحجب البصري مثل مرور عامل أمام الكاميرا أو حجب جزء من المكونات المعدنية للرؤية.
يرى محللون أن لهذه التقنية قدرات مهمة وواعدة على المدى الطويل في تقليل الاستدعاءات، لكنها ما زالت في مراحلها المبكرة. ويؤكد تورنابين أن الهدف ليس استبدال العمال، بل دعمهم مع زيادة تعقيد الطرازات واعتمادها على مستشعرات ورقاقات ومعالجات أكثر تقدماً.