البنية التحتية المستدامة لتكنولوجيا المعلومات: لماذا تُعد AMD EPYC الخيار الأذكى؟

تشهد المؤسسات اليوم تحديات متزايدة تتعلق بارتفاع تكاليف الطاقة، والتزامها المتنامي بتحقيق الحياد الكربوني، إضافة إلى الضغوط التنظيمية والمجتمعية لتحقيق الأداء التقني دون التأثير سلبياً على البيئة. كما ارتفعت الحاجة إلى بنى تحتية رقمية أكثر ذكاءً واستدامة، قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، وتحليل البيانات بكفاءة استهلاك طاقة عالية.
ولم تعد الاستدامة في أنظمة تكنولوجيا المعلومات خياراً إضافياً يمكن للشركات التركيز عليه أو إهماله حسب تفضيلها، بل باتت ضرورة استراتيجية. فكلما ارتفع الطلب على الحوسبة، ازداد استهلاك الطاقة والتبريد، وبالتالي ترتفع التكاليف والنفايات الإلكترونية. ومن هنا يظهر التحول نحو مراكز بيانات صديقة للبيئة كهدف أكبر من كونه غاية بيئية متعلقة بالاستدامة فحسب، بل هو الآن مطلب فني واقتصادي يحقق وفورات تشغيلية ملموسة ويعزّز الالتزام بالحياد المناخي.
في السنوات الأخيرة، ظهرت العديد من الجهود الرامية إلى تحسين استدامة تقنية المعلومات عموماً، ومراكز البيانات خصوصاً. فظهرت جهود مهمة فيما يخص تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وحتى تبني الاقتصاد الدائري والتحول إلى الترقية بدل الاستبدال لتحسين النتائج البيئية والمالية معاً. وفي هذا القطاع برزت شركة AMD مع خطتها الطموحة التي أقرتها عام 2021 باسم 30×25.
رؤية 30×25: الكفاءة في صميم الابتكار

رؤية 30×25 هي خطة طموحة لمستقبل معالجات الخوادم ومراكز البيانات، وقد بدأت AMD بتبنيها منذ عام 2021 بهدف تحسين كفاءة الطاقة بمقدار 30 ضعف في أنظمة الحوسبة المسرّعة المتضمنة معالجات (EPYC) ومعالجات (Instinct) بين عامَي 2020 و2025، وهو ما يمثل تخفيض استهلاك الطاقة مقابل الأداء بشكل دراماتيكي بنسبة تصل إلى 97%. وعلى الرغم من أن الهدف من الخطة بدا طموحاً، إلّا أنّ AMD استطاعت أن تتجاوز الهدف وتحقيق نتائج غير متوقعة.
وباستخدام تكوين من أربع وحدات AMD Instinct™ MI355X GPU ومعالج AMD EPYC™ من الجيل الخامس، حققت شركة AMD، بحسب تحديث منتصف عام 2025، تقدماً ملموساً يفوق الهدف الأصلي لكفاءة المعالجة واستهلاك الطاقة في منتجاتها. إذ بلغت الكفاءة الفعلية حوالي 38 ضعفاً لما كان متاحاً في عام 2020، مما يمهد الطريق لأهداف أكثر طموحاً حتى في المستقبل.
وعلى الرغم من أهمية الإنجاز الذي حققته AMD في رؤية 30×25، فهي لا ترى أن ذلك نهاية مشوار تطوير عملياتها. بل أن الشركة أعلنت مؤخراً عن تحديد هدف جديد طموح لعام 2030: رفع كفاءة الطاقة على مستوى الرف بحوالي 20 ضعف مقارنة بعام 2024. ووفق تقديرات الشركة سيتيح ذلك كثافة أعلى للمعالجات في الخوادم، وسيجعل تدريب نموذج ذكاء اصطناعي يحتاج 275 رفاً في الوقت الحالي ممكناً على رف واحد فقط. حيث تستهدف الشركة خفض استهلاك الطاقة بحوالي 95%، ومع الاستفادة من تطورات البرمجيات أيضاً، فمن الممكن تحقيق مستويات كفاءة طاقة أعلى بحوالي 100مرّة مما هو متاح حالياً بالوصول إلى عام 2030.
تكمن قوة تلك الرؤية في مقاربة AMD الشاملة، فهي لا تحصر مساعيها في تحسين المعالجات فحسب، بل حتى توسعها بداية من التعامل مع السيليكون في عمليات التصميم والتصنيع، وحتى الإدماج الكامل لرفوف الخوادم، مع تكامل الأجهزة والبرمجيات ودعم معايير الأداء المفتوحة، مما يضمن تحقيق الكفاءة المطلقة على مستوى المؤسسات ومراكز البيانات.
لماذا تُعد معالجات AMD EPYC الخيار الأذكى والمستدام للمؤسسات؟
تُقدّم معالجات AMD EPYC مثالاً عملياً على التوازن الدقيق بين الأداء وكفاءة استهلاك الطاقة. فهي تجمع بين عدد أنوية مرتفع يصل حتى 192 نواة و384 خيط معالجة في بعض الطرازات، وتصميم متقدّم بتقنية الشرائح المصغرة، ما يتيح تحقيق قوة معالجة هائلة ضمن استهلاك طاقة منخفض نسبياً.
وفي مقارنة نموذجية، كشفت النتائج أن تشغيل 2000 آلة افتراضية باستخدام 11 خادماً يعمل بمعالجات EPYC 9654 يُستهلك طاقة أقل بحوالي 29%سنوياً مقارنةً بالشرائح المنافسة، مع توفير في صرف رأس المال يصل إلى 46%. كما بيّنت اختبارات أخرى أن EPYC تتفوّق في الحوسبة الافتراضية حيث تتطلب عدد خوادم أقل بحوالي 67% وطاقة أدنى بحوالي 52% مقارنة بالمنافسين في بعض حالات الاستخدام.
وبالنظر إلى جانب الاستدامة والبيئة، تبرز معالجات AMD EPYC بوضوح مع تفوقها في مختلف المؤشرات والمقاييس. حيث إن اعتماد الأجيال الأحدث من معالجات AMD EPYC يعني تحقيق كفاءة استهلاك طاقة أفضل، وهو ما يمكن أن يترجم إلى تخفض انبعاثات الكربون بمئات الأطنان سنوياً، وتخفيض كلفة الامتلاك والتشغيل بشكل كبير مقابل بدائل سابقة. وفي خطوة إضافية تركز على تعزيز الاقتصاد الدائري والسماح بالترقيات الجزئية بدلاً من استبدال الخوادم بأكملها، تستخدم معالجات AMD EPYC منصة مستقرة لا تتغير بالانتقال من جيل إلى آخر، بل تبقى مدعومة لوقت طويل مما يعني تخفيض الحاجة إلى تغييرات متكررة في البنية الأساسية أو التحديث المستمر للعتاد. ويعني هذا الثبات طويل الأمد تخفيضاً للنفايات الإلكترونية وتوفير استثمارات التكنولوجيا بما يعزز الاستدامة ويحسن العائد على الاستثمار للشركات.
يظهر تفوّق معالجات AMD EPYC بوضوح عند المقارنة مع الخيارات الأخرى المتاحة في السوق. حيث تلتزم AMD باستراتيجية ثابتة ومنهجية واضحة لتحسين استهلاك الطاقة وتقديم كفاءة متزايدة عبر أجيالها. وقد أظهرت المقارنات العديد من حالات عدم التجانس في تحديثات المعمارية لدى المنافسين، وهو ما يعني تفوقاً لـ AMD من حيث تكاليف الصيانة والاستبدال. فالعملاء لا يحتاجون لاستبدال المكونات الأساسية مثل اللوحات الأم، ومنافذ الطاقة، وأنظمة التبريد عند الترقية بين الأجيال مما يقلل التكاليف ويعزز الاستدامة وجهود الحياد الكربوني.
علاوة على ما سبق، تُعَد معمارية x86-64 الخاصة بـ AMD EPYC معياراً منتشراً في بيئات المؤسسات، ما يتيح ترحيلاً سلساً للتطبيقات دون الحاجة إلى إعادة بناء البرامج أو تعديل الهيكل التقني، وبالأخص في ظل اعتماد الشركات الكبرى على كود قابل للتوسع والتحوّل البرمجي دون مخاطرة. وبالمجمل، تقدم هذه المعالجات كفاءة في استهلاك الطقة وثباتاً تقنياً، مع مرونة توافقية، دون أي تنازلات في الأداء، وذلك مع نظرة بعيدة المدى تجعلها الخيار الأفضل للشركات التي تريد النظر إلى المستقبل واحتساب عائدات استثمارها مع أخذ كلفة الامتلاك بعين الاعتبار.
استدامة ذكية، وعائد اقتصادي، وتأثير بيئي إيجابي
إن الجمع بين رؤية الطاقة المستدامة والرؤية التقنية الواضحة هو ما يجعل AMD EPYC الخيار الأمثل للمؤسسات التي ترغب في بناء بنية تحتية رقمية فعالة وموثوقة ومستدامة. ويظهر الأمر جلياً بالنظر إلى الأداء المذهل الذي حققته الشركة ضمن مبادرة 30×25، حيث وضعت هدفاً طموحاً، وتمكنت من تجاوزه لتحقق كفاءة استهلاك طاقة أعلى 38 مرة خلال 5 سنوات فقط.
المعادلة اليوم لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية والمالية فحسب، بل تبيّن مطالب المستخدمين، والمشرعين، وحتى المستثمرين أن الأثر البيئي والاستدامة لا يقلّان أهمية عن التفوق في الأداء. وبفضل الاستثمار الأدنى في الطاقة والتبريد، وتخفيض الانبعاثات، وإطالة عمر الأنظمة، تدعم معالجات AMD EPYC مقاربة مستدامة أكثر، فعملاؤها لا يحصلون على الأداء فحسب، بل يستثمرون في مستقبل رقمي أكثر كفاءة واستدامة.