الميتافيرس: 45 مليار دولار صرفتها Meta حتى الآن، ولا ملامح للثورة التقنية التي وعدت بها

⬤ تكبدت Meta خسائر تجاوزت 45 مليار دولار في مشروع الميتافيرس حتى الآن، ما أثار قلق المستثمرين.

⬤ كشفت شهادات موظفين عن فوضى تنظيمية في قسم Reality Labs المسؤول عن الميتافيرس وتخبط في الرؤى.

⬤ بعد سنوات من العمل وعشرات المليارات من الخسائر في المشروع، يبدو زوكربيرغ مصراً على إتمام نظرته للميتافيرس.

بعد مرور أربع سنوات وإنفاق مذهل تجاوز 45 مليار دولار، تواجه مغامرة Meta الطموحة في عالم الميتافيرس اختباراً صارماً للواقع. فالمشروع الذي تصوره الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ باعتباره الثورة الرقمية القادمة، تحول إلى عبء مالي ثقيل، مثيراً تساؤلات جدية حول مستقبل قسم Reality Labs المسؤول عن تطوير هذه التقنية.

بلغ نزيف الأموال في هذا القسم مستويات تعادل تقريباً القيمة السوقية الإجمالية لمنافسي Meta، مثل Snap وPinterest، أو تكلفة استحواذ إيلون ماسك على تويتر، ولا يبدو أن هذا النزيف سيتوقف قريباً، ففي العام الماضي، سبق أن حذر زوكربيرغ نفسه المستثمرين من أن الخسائر التشغيلية ستستمر في «الزيادة بشكل ملحوظ.»

لكن هذا الإنفاق الهائل لا يُعزى فقط إلى كونه ثمن الابتكار، بحسب ما أكده أكثر من اثني عشر موظفاً سابقاً في مناصب عليا في Reality Labs تحدثوا إلى Yahoo Finance عن الأمر في يوليو 2024، ورسموا صورة قاتمة لقسم يعاني من خلل داخلي وفوضى تنظيمية، مع تغيير متكرر لهيكليته، وإسناد زمام القيادة إلى أشخاص يفتقرون إلى الخبرة اللازمة في تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي، على حد زعمهم.

مواضيع مشابهة

تحدث أولئك «الشهود» عن بيئة عمل مرتبكة تكونت من جراء نقل العديد من المدراء من أقسام ناجحة داخل الشركة مثل Instagram وفيسبوك، على أمل تكرار نجاحاتهم السابقة في مجال الواقع المختلط. وقد خلق هذا الوضع فجوة بين فرق العمل التنفيذية والفنية، نظراً لتدوير العاملين في مناصب لا يفهمونها جيداً.

كما تكشف البيانات المالية عمق الأزمة بوضوح. فقد بلغت خسائر Reality Labs أكثر من 6 مليارات دولار في عام 2020، و10 مليارات في 2021، و13 ملياراً في 2022، لتصل إلى 16 مليار دولار في 2023، وتبلغ ذروتها في 2024 عند ما يقرب من 18 مليار دولار.

كل هذا يحدث في وقت تعاني فيه الإيرادات السنوية منذ 2021، نتيجة ضعف مبيعات منتجات مثل نظارات Quest وسماعات Ray-Ban Meta، وعجز في تحقيق انتشار جماهيري واسع. وهو أمر ينسحب على ذلك السوق عامة.

زاد غياب استراتيجية واضحة للمنتج الطين بلة، وقاد إلى قرارات مكلفة. ومنها ما تطرق إليه أحد الموظفين السابقين، حينما تحدث عن خارطة طريق وصفها «بغير الواقعية» استغرقت 18 شهراً وتضمنت تطوير 24 منتجاً مختلفاً من العتاد. فضلاً عن إلغاء مشروع تطوير شريحة إلكترونية داخلية لنظارات الواقع الذكي في عام 2021، بعد أكثر من عام من العمل، والعودة لاستخدام شرائح Qualcomm الأغلى، مما أشعل موجة من الاستياء داخل القسم.

مع توالي استقالات عدد من كبار المدراء ونواب الرؤساء المسؤولين عن الأجهزة والشراكات وسلاسل التوريد، تزداد المؤشرات على هشاشة الاستقرار داخل القسم.

لكن زوكربيرغ لا يزال متمسكاً برؤيته، مدفوعاً برغبة في امتلاك منصة الحوسبة التالية المهيمنة، كما فعل مع فيسبوك في مجال التواصل الاجتماعي. رغم تحذيرات من الوسط المحيط به بالصعوبات المحدقة بهذا الهدف. وبينما تخوض Meta ما تسميه «عام الكفاءة» وتزيد من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي، يظل السؤال الأكبر دون إجابة: إلى متى تستطيع الشركة تمويل حلم زوكربيرغ في الميتافيرس دون نتائج ملموسة؟

شارك المحتوى |
close icon