الصور ليست معدلة، هناك هواتف أيفون بدون كاميرات، وتكلفك أكثر من نظيرتها العادية حتى

⬤ عادت هواتف iPhone عديمة الكاميرات للظهور في منشورات التواصل الاجتماعي، مما أثار أسئلة حول حقيقتها.
⬤ هذه الهواتف موجودة حقاً، وهناك الآلاف منها على ما يبدو، كما أنها تكلف مبالغ تزيد عن ضعفي نظيرتها العادية.
⬤ تنتج شركة مستقلة هذه الهواتف بإزالة الكاميرات من هواتف iPhone العادية لجعلها مناسبة «لمتطلبات الخصوصية».
خلال الفترة الماضية، تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي العديد من الصور لهواتف iPhone غريبة وغير معتادة، وذلك أنها تبدو مسطحة تماماً من الخلف، ومجردة من الكاميرات التي رافقت هواتف iPhone منذ نسختها الأولى. وسرعان. ما قسمت هذه الصور الآراء بين مؤكد لها، ومشكك بحقيقتها، وبالطبع الاتهام المعتاد بكون هذه الصور معدلة رقمياً عبر تطبيقات مثل فوتوشوب أو عبر الذكاء الاصطناعي.
لكن وعلى الرغم من الجدل الأخير الذي أثارته هذه الصور، فهذه ليست أول مرة تظهر بها، بل سبق أن انتشرت عدة مرات عبر السنوات، وفي كل مرة كانت تثير فضول الجمهور الراغب بالتأكد من حقيقتها. والجواب البسيط للقضية هو: نعم، هواتف iPhone عديمة الكاميرات هي شيء حقيقي، وموجود بالآلاف حتى. وبشكل مثير للاهتمام، فأسعارها أغلى من هواتف iPhone المعتادة بشكل واضح، حيث يبدأ سعر الهاتف من 1280 دولاراً، وذلك لموديلات قديمة حتى مثل iPhone 8.
الواقع هو أن هذه الهواتف المثيرة للاهتمام ليست من إنتاج شركة Apple نفسها، حيث لطالما صنعت الشركة جميع هواتفها مع كاميرات منذ النسخة الأولى. بل أن هذه الهواتف هي تعديلات لاحقة تقوم شركة مستقلة بتطبيقها على الهواتف وتعيد بيعها لاحقاً.
الشركة الأشهر في مجال إنتاج هواتف iPhone عديمة الكاميرات تحمل اسم Noncam، وتعمل بشكل بسيط: تقوم بشراء هواتف أيفون جديدة، وتزيل الكاميرات منها، وتستبدل الغطاء الخلفي للهاتف ببديل لا يتضمن مكاناً للكاميرا أصلاً وتعيد بيعها بأسعار تصل حتى 1680 دولاراً. وعلى موقع الشركة، هناك حالياً 3 موديلات متاحة للشراء: iPhone 8، وiPhone SE 2020، وأخيراً iPhone SE 2022. لكن وبالإضافة لهذه الشركة، هناك العديد من مراكز الصيانة الصغيرة المتخصصة بإزالة كاميرات هواتف iPhone، وعادة ما تكون بالقرب من القواعد العسكرية أو المؤسسات عالية الحساسية مثل المنشآت البحثية والمفاعلات النووية.
بالنسبة للمستخدم العادي، تبدو فكرة دفع المزيد (حتى 3 أضعاف السعر الواقعي في هذه الحالة) غريبة للغاية بالنظر لكون الهواتف المباعة تمتلك ميزات أقل. لكن الجمهور المستهدف لهذه الهواتف ليس المستخدم العادي، بل الشركات والمؤسسات العاملة في قطاعات عالية الحساسية مثل النفط، والصناعات الدفاعية، والأبحاث المتقدمة. ففي هذه المجالات يحتاج الموظفون لهواتف ذكية عالية الأمان (وهو ما يحققه اعتماد هواتف iPhone هنا بدل هواتف قديمة من مطلع الألفية)، لكن وبنفس الوقت لا ترغب المؤسسات بتقديم هواتف مزودة بكاميرات للموظفين لكون ذلك يسهل سرقة الأسرار الصناعية وتسهيل التجسس من أطراف خارجية.
المثير للاهتمام ربما هو أن جميع الهواتف عديمة الكاميرات المتاحة للبيع تبدو من موديلات قديمة. حيث يعود هاتف iPhone 8 لعام 2017، فيما صدر أحدث الهواتف المتاحة للشراء عام 2022. ومن غير الواضح إن كان الأمر ناتجاً عن ضعف الطلب مثلاً، أو أن الشركة تركز على الهواتف الأقدم لتخفيض مصاريفها ورفع معدل ربحها. وفي حالة شركة Noncam، يبدو أن التركيز الأكبر ليس على بيع هواتف منزوعة الكاميرات قدر ما هو على تعديل الهواتف الحالية بالتخلص من كاميراتها. حيث تتخذ الشركة من سنغافورة مقراً لها، ويمنع الجنود في البلاد خلال خدمتهم الإلزامية من اقتناء هواتف مزودة بكاميرات، مما يجعل خدمات الشركة شائعة، وبالأخص كونها تقدم الخيار لإعادة تركيب الكاميرا والغطاء الأصلي للهاتف في وقت لاحق عند الحاجة.