الصين تدعو لإنشاء منظمة عالمية لحوكمة الذكاء الاصطناعي

⬤ كشف رئيس الوزراء الصيني عن خطة لبلاده لتعاون عالمي عالي المستوى في الذكاء الاصطناعي.
⬤ الخطة الجديدة تركز على «مشاركة الخبرات» وتجنب احتكار التكنولوجيا وكونها حصرية.
⬤ يأتي الإعلان الصيني عقب إعلان أمريكي عن خطة لتعزيز التفوق الأمريكي في الذكاء الاصطناعي.
كشفت الصين عن خطة شاملة لتوسيع دورها في حوكمة الذكاء الاصطناعي، تشمل إنشاء منظمة عالمية للتعاون، في وقت تسعى فيه بكين لمنافسة واشنطن على الريادة التكنولوجية. وفي كلمته خلال افتتاح مؤتمر «الذكاء الاصطناعي العالمي» في شنغهاي يوم السبت، قال رئيس الوزراء الصيني، لي تشيانغ، إن الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي يعاني من «عنق زجاجة» يتمثل في نقص إمدادات الرقائق الإلكترونية.
من دون أن يذكر الولايات المتحدة صراحة، وجّه لي انتقادات إلى ما وصفه بـ«الاحتكارات التكنولوجية» والقيود التي قد تجعل الذكاء الاصطناعي «لعبة حصرية لبضع دول وشركات». وقال لي: «في الوقت الحالي، لا تزال حوكمة الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم مجزأة، وهناك تباين كبير بين الدول، خصوصاً من حيث المفاهيم التنظيمية والقواعد المؤسسية. يجب أن نعزز التنسيق لتشكيل إطار عالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي يستند إلى توافق واسع في أقرب وقت ممكن.»
بعد تصريحات لي، نشرت وزارة الخارجية الصينية خطة من 13 نقطة لحوكمة الذكاء الاصطناعي على المستوى العالمي، تقترح إنشاء آليتين جديدتين للحوار في إطار الأمم المتحدة، إلى جانب وضع إطار لحوكمة السلامة.
خلال الأشهر الأخيرة، روّجت بكين لفكرة الابتكار «المنفتح» واستعدادها لـ«مشاركة تقنياتها المحلية». وقد أتاح أكبر كيانات الذكاء الاصطناعي في الصين، مثل DeepSeek وعلي بابا، نماذج اللغة الضخمة التي طورتها كمصدر مفتوح للمطورين حول العالم.
تتضمن خطة الصين دفعاً نحو تعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا مفتوحة المصدر عبر منصات عابرة للحدود ومجتمعات المطورين، إضافة إلى تبادل البرمجيات والأجهزة الأساسية مثل أشباه الموصلات. وقد أثارت وفرة النماذج مفتوحة المصدر المتقدمة في الصين قلقاً في الولايات المتحدة، وسط مخاوف من أن تُقوّض هذه التقنيات الصينية الرخيصة الهيمنة العالمية لوادي السيليكون وتسعير خدماته.
تعكس تصريحات لي حدة التنافس مع الولايات المتحدة في مجال التكنولوجيا، خصوصاً مع فرض واشنطن قيوداً على تصدير أشباه الموصلات المتقدمة إلى الصين، وضغوطها على حلفائها لاتخاذ الخطوات ذاتها. ومع ذلك، واصلت الصين تحقيق التقدم، مع إطلاق شركة DeepSeek في هانغتشو نموذجاً لغوياً هذا العام، ما أثار نقاشاً حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على الحفاظ على تفوقها التكنولوجي.
ذكرت وزارة الخارجية الصينية أنها دعت ممثلين رفيعي المستوى من أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية لحضور المؤتمر والمعرض الذي يستمر أربعة أيام.وشهد مؤتمر WAIC هذا العام حضوراً أجنبياً أكبر مقارنة بعام 2024 الذي كان في معظمه محلياً. ومن المقرر أن يُلقي كل من الرئيس التنفيذي السابق لجوجل إيريك شميدت، وباحث الذكاء الاصطناعي الحائز على جائزة نوبل، جيفري هينتون، وعالم الحوسبة الكندي، يوشوا بنجيو، كلمات خلال الفعالية.
تأتي خطة الصين بعد أيام فقط من إعلان البيت الأبيض عن خطته لتعزيز الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي ركّزت على تسريع الابتكار من خلال تقليص البيروقراطية، وبناء البنية التحتية، وضمان الريادة الأمريكية في دبلوماسية الذكاء الاصطناعي وأمنه على المستوى الدولي.
يذكر أنه في هذا الشهر، رفعت واشنطن الحظر المفروض على شركة Nvidia بشأن بيع شريحة H20 المصممة خصيصاً للسوق الصينية بما يتماشى مع الضوابط التصديرية. وجاء هذا التغيير بعد تحذيرات شديدة من الرئيس التنفيذي للشركة، جنسن هوانغ، من أن إخراج شركته من السوق الصينية سيمنح المنافس الصيني، هواوي، التفوق التكنولوجي