القضاء يحسم الجدل: يمكن للذكاء الاصطناعي التدرب على المحتوى المحمي بحقوق ملكية

⬤ أصدرت محكمة أمريكية حكماً جدلياً بكون شركة ميتا لم تتجاوز القانون بتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على ملايين الكتب.
⬤ يمنح الحكم أفضلية الأسبقية لشركات الذكاء الاصطناعي التي تعاني معظمها اليوم من دعاوى كبرى متعلقة بحقوق الملكية.
⬤ حقوق الملكية هي محور خلاف مهم كون نماذج الذكاء الاصطناعي تستطيع محاكاة أساليب المبدعين بدقة عالية جداً.
أصدرت محكمة فدرالية أمريكية يوم أمس الأربعاء حكماً بأن استخدام شركة «ميتا» لملايين الكتب في تدريب نماذجها للذكاء الاصطناعي كان مشروعاً، وهو ما يعد انتصاراً لشركات التقنية التي تستخدم مواد محمية بحقوق الطبع والنشر لتطوير الذكاء الاصطناعي.
كانت القضية قد رفعت من قبل 12 مؤلفاً وكاتباً قبل عامين، وبينهم بعض أشهر وأهم الكتاب المعاصرين، وذلك في محاولة منهم للطعن في كيفية استخدام عملاقة وسائل التواصل الاجتماعي التي تُقدَّر قيمتها بـ1.4 تريليون دولار لمكتبة تضم ملايين الكتب، والمقالات الأكاديمية، والقصص المصورة عبر الإنترنت في تدريب نماذج Llama الخاصة بها.
وفق القاضي الفدرالي في سان فرانسيسكو، فإن استخدام ميتا لهذه العناوين محمي بموجب بند «الاستخدام العادل» في قانون حقوق النشر والملكية في الولايات المتحدة. حيث يحمي هذا البند الأعمال التي تشتق من أعمال محمية بحقوق ملكية، بشرط أن تتضمن تأثيراً تحويلياً كفاية وألا تكون بديلاً يؤدي لخسارة لمالكي الحقوق الأصلية. ولطالما جادلت الشركات التقنية المطورة لنماذج الذكاء الاصطناعي بأن استخدامها للأعمال الإبداعية في تدريب نماذجها يحقق هذه الشروط.
تُعد هذه القضية واحدة فقط من بين عشرات المعارك القانونية التي تجري في المحاكم بين أصحاب حقوق الملكية الإبداعية من جهة، وشركات التقنية العملاقة من الجهة الأخرى. حيث هناك قضايا جارية من شركات مثل عملاقة الصور التاريخية Getty Images، وصحيفة The New York Timesوسواها ضد شركات التقنية مثل OpenAI، وMicrosoft، وGoogle، وMeta، وسواها.
على أي حال، أكد القاضي الذي أصدر الحكم أن: «هذا الحكم لا يعني أن استخدام ميتا للمواد المحمية بحقوق النشر في تدريب نماذجها اللغوية أمر قانوني. إنه يؤكد فقط أن هؤلاء المدعين قدموا الحجج الخاطئة وأخفقوا في بناء سجل يدعم الحجة الصحيحة.»
يذكر أن هذا النصر للشركات التقنية هو الثاني على التوالي خلال أسبوع واحد. حيث سبقه حكم قاضٍ فدرالي يوم الإثنين لصالح شركة Anthropic الناشئة في قضية مماثلة تتضمنت قيام الشركة بتدريب نماذجها عبر الكتب، لكن بدلاً من قرصنتها أو تحميلها، قام موظفو الشركة بشراء نسخ ورقية من الكتب، وتمزيق صفحاتها وإدخالها عبر ماسحات ضوئية بعدها.
ضمن تعليقه على الأمر، قال القاضي المشرف على القضية، فينس تشابريا: «يمكن للناس أن يطلبوا من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إنتاج هذه المخرجات باستخدام جزء ضئيل من الوقت والإبداع الذي كان سيتطلبه الأمر خلاف ذلك». وحذر كذلك من أن الذكاء الاصطناعي «يمكن أن يقوض الحافز لدى البشر لابتكار الأشياء بالطريقة القديمة تماماً.»