«توقف عن توظيف البشر» – حملة إعلانية تثير جدلاً عالمياً حول الذكاء الاصطناعي

⬤ وسعت شركة أمريكية إعلاناتها الجدلية لتشمل عواصم عالمية مع عنوان أساسي: توقف عن توظيف البشر.

⬤ تضمنت الحملة عبارات مثل «الذكاء الاصطناعي لا يعمل من المنزل» أو أنه «لا يحتاج إجازات وراحة».

⬤ بشكل متناقض مع محتوى الحملة، ادعى رئيس الشركة التي نشرت الإعلان أن شركته توسع فريقها البشري.

مع نهاية عام 2024، ظهرت حملة إعلانية مثيرة للجدل في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، ورغم ملاقاتها لجدل واسع ورفض كبير بين من شاهدوها، فقد تم توسيع الحملة مؤخراً لعواصم ومدن عالمية كبرى مما تسبب بجدل عالمي بسبب العنوان الأساسي للحملة الإعلانية: توقف عن توظيف البشر.

كما هو متوقع ربما، فالحملة الإعلانية تستهدف الترويج لمنتجات شركة متخصصة بالذكاء الاصطناعي، وبالأخص «وكلاء الذكاء الاصطناعي». حيث تم إطلاق الحملة من شركة تحمل اسم Artisan (والتي تعني الحِرَفي باللغة العربية) وتطلق نفس الاسم على وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين تطورهم.

مواضيع مشابهة

تضمنت الحملة الإعلانية العديد من العبارات التي اعتبرها المتابعون مثيرة للجدل، بداية من عنوانها الذي يطلب من الشركات ألا توظف البشر بعد الآن، بالإضافة لعبارات مثل «روبوتات Artisan لن تأتي إلى العمل متعبة وثملة»، أو أنها «لن تقول لك أن كاميرا مكالمات الفيديو معطلة»، أو أنها «لن تأخذ نصف السنة كإجازات». وفيما كان من الواضح أن هناك مبالغة بطريقة وصف الموظفين في هذه الحملة، فقد رأى الكثيرون الأمر مهيناً وبالأخص مع قلق المزيد من الأشخاص من كون أعمالهم تصبح قابلة للأتمتة ويمكن أن يتم استبدالهم مستقبلاً بروبوتات الذكاء الاصطناعي.

تأسست شركة Artisan في عام 2023 وفق التقارير، وقالت حينها أنها تتميز عن الشركات الأخرى في المجال بكونها تعمل على روبوتات ذكاء اصطناعي لا تحتاج للتعامل مع البشر أصلاً للإشراف عليها. وبعد عدة جولات تمويل جمعت فيها الشركة 21 مليون دولار، حصلت الشركة على أكبر استثماراتها مؤخراً مضيفة 25 مليون دولار في الجولة الأخيرة لها.

على الرغم من أن الشركة قد جمعت عشرات ملايين الدولارات حتى الآن، فهي لا تزال تمتلك تمويلاً متواضعاً نسبياً لدى مقارنتها مع شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة الأخرى. وفي الوقت الحالي يبدو أن الشركة تمتلك منتجاً وحيداً في الواقع، وهو روبوتها الذي يحمل اسم Ava، والذي تصفح الشركة بأنه «ممثلة تطوير أعمال بالذكاء الاصطناعي»، أو بالأحرى مسؤولة مبيعات. وتدعي الشركة أن مسؤولة مبيعاتها باتت مستخدمة في أكثر من 300شركة مختلفة.

على الرغم من ردود الفعل الغاضبة التي تلقتها الشركة على حملتها الأخيرة، فيبدو أن هذا كان الهدف منذ البداية. حيث أكدت الشركة أنها لا تريد استبدال جميع الموظفين بالذكاء الاصطناعي حقاً، لكنها وجدت هذه الوسيلة فعالة في جذب الأنظار إليها. وهو ما أكده خبراء الإعلانات حيث يبدو أن الحملات الأخيرة قد ولدت مليارات المشاهدات وجعلت اسم الشركة معروفاً لدى جمهور واسع من الأشخاص، حتى ولو أن هذه المعرفة بدت مرتبطة بانطباع سلبي لدى الكثيرين.

من حيث المبدأ، ينتمي ما فعلته الشركة لفئة التسويق الجريء الذي يعتمد على صدم الجمهور لجذب المزيد من الاهتمام بالحملة الإعلانية بدلاً من الطرق التقليدية. حيث تكمن فكرة هذا النوع من التسويق بأن أي نوع من الاهتمام يعتبر اهتماماً إيجابياً، وأن إبقاء العلامة التجارية في الأذهان هو الغاية الأهم، حتى ولو كان ذلك على حساب ربطها بمفاهيم ومشاعر سلبية.

شارك المحتوى |
close icon