للمرة الأولى في التاريخ: روبوت يجري عملية جراحية دون تحكم بشري

⬤ أجرى روبوت أمريكي عملية استئصال مرارة على نموذج مشابه للحياة بنجاح دون تدخل بشري.

⬤ أتم الروبوت 17 مهمة متتالية بنجاح، من تثبيت مشابك على شرايين صغيرة، إلى قطع أنسجة، وغيرها.

⬤ يتميز هذا الروبوت بكونه يتعلم من الفيديوهات والتعليق على العمليات، دون تدريب تقني وإعدادات مخصصة.

في يوم 9 يوليو الجاري، شهد عالم التقنية الطبية إنجازاً هاماً عندما أجرى روبوت جراحي يُدعى SRT-H أكثر الأجزاء دقة في عملية استئصال المرارة على نموذج يحاكي الإنسان، وذلك دون أن يتحكم إنسان في أذرعه أو يقدم له التوجيهات أثناء العملية.

تُعد عملية استئصال المرارة من أكثر العمليات شيوعاً في العالم، حيث إن هناك بين 750 ألفاً حتى مليون منها كل عام في الولايات المتحدة، والرقم أكبر بكثير على المستوى العالمي.

يقول الباحث الرئيسي أكسل كريغر من جامعة جونز هوبكنز إن النظام الجديد يتصرف بشكل أقل تشدداً من الذراع الآلي الصناعي التقليدي، ويشبه أكثر طبيباً مقيماً مبتدئاً قادراً على التعلم أثناء التنفيذ.

مواضيع مشابهة

سبق لفريق كريغر أن طور روبوت «ستار» الذكي، الذي أجرى خياطة لأمعاء خنزير في عام 2022، لكنه كان لا يزال يعتمد على علامات تتبع خاصة.

أما المنصة الجديدة المسماة SRT‑H، فقد طورت ذلك العمل بدمج تغذية بصرية من الكاميرات مع نظام هرمي موجه باللغة، يحدد لكل محرك بدقة مكان التحرك. وبدلاً من اتباع تعليمات ثابتة، يختار الروبوت خطوته التالية بناءً على ما يراه داخل جسد المريض وما يسمعه من الفريق الطبي.

خلال التجربة، أتم الروبوت 17 مهمة متتالية بنجاح، من تثبيت مشابك على شرايين صغيرة، إلى قطع أنسجة، وتعديل موقعه عند حجب مجال الرؤية بواسطة الصبغة.

وقد تطابقت جودة أدائه مع أداء جراح خبير، رغم أنه استغرق بضع دقائق إضافية لإكمال المهام. وكما يتعلم الجراحون البشر من المشاهدة والممارسة، يفعل SRT‑H الأمر ذاته. فهو لا يتعلم من خلال البرمجة، بل من لقطات فيديو شبيهة بمقاطع يوتيوب، تُظهر أساتذة الطب وهم يجرون عمليات استئصال مرارة على جثث خنازير، وكل مقطع مصحوب بتعليق بلغة بسيطة.

وقد كوّنت تلك التعليقات قاموساً من الحركات التي يستخدمها النظام عند اتخاذ قراراته، بينما يعمل جزء آخر منخفض المستوى على تعديل زوايا المعصم بدقة على مستوى أجزاء الثانية.

خلال التجارب، استجاب الروبوت لأوامر صوتية مثل: «حرّك الذراع اليسرى قليلاً نحو اليسار»، وقام بتعديل القبضة والمسار في الوقت الحقيقي.

عموماً، يفتح هذا الابتكار المجال لتحولات كبرى في المجال الطبي في حال تبنيه على نطاق واسع. حيث تمتلك الروبوتات قدرات أفضل من ناحية الدقة والثبات وإمكانية العمل لساعات طويلة متواصلة في الجراحات شديدة التعقيد. وفيما أن وصول روبوت دون تحكم مباشر لغرف العمليات قد يواجه صعوبات تنظيمية تؤخره، فقد يحدث ثورة حقيقية في مستقبل المجال الطبي، وبالأخص الجراحة.

شارك المحتوى |
close icon