«ماراتون الروبوتات» ينقل شركة صينية من الإفلاس إلى ملايين الدولارات من التمويل وطلبات لآلاف الروبوتات

⬤ قبل شهرين، شارك روبوت من Noetix في أول ماراتون للروبوتات البشرية، وأنهى السباق في المرتبة الثانية.

⬤ أثار الروبوت اهتمام العملاء والمستثمرين الذين ضخوا 35 مليون دولار في الشركة وطلبوا آلاف الروبوتات منها.

⬤ تعمل الصين مؤخراً على تعزيز قطاع الروبوتات فيها، وتروج له عبر فعاليات مثل «الرياضات الروبوتية».

بعد عدة أشهر فقط من تأسيسها، كانت شركة Noetix Robotics الناشئة تكافح للعثور على عميل واحد لروبوتاتها الصغيرة ذات الهيئة البشرية. وكان مؤسس الشركة جيانغ زيوان قلقاً بشأن استنزاف أموال المستثمرين بسرعة. ثم حلّ أحد نماذج N2 الخاص بها في المركز الثاني في أول نصف ماراثون عالمي للروبوتات ذات الهيئة البشرية في أبريل الماضي، وتغير كل شيء.

الآن، الشركة الناشئة في بكين التي أنشأها خريج جامعي بعمر 27 عاماً في طريقها لتسليم 2000 روبوت بحلول نهاية العام. كما إنها تجري محادثات لجمع نحو 35 مليون دولار بتقييم 200 مليون دولار – وهو ما يعادل تقريباً إجمالي التمويل الذي حصلت عليه منذ تأسيسها في 2023. وقد تضاعف عدد موظفي الشركة إلى 100، نصفهم يعملون على أرضية إنتاج جديدة تُنتج 10 روبوتات يومياً، كما قال جيانغ في مقابلة أخيرة مع بلومبيرغ.

شهدت Noetix تحولاً عميقاً منذ سباق أبريل، الذي بُثّ في جميع أنحاء الصين. فقد حقق روبوت N2 الخاص بها (يكلف نحو 6000 دولار) ما لم يستطع معظم المنافسين فعله، وهو إتمام سباق النصف ماراتون. وجذبت الدعاية التي تلت ذلك اهتمام المستثمرين وكذلك مجموعة واسعة من العملاء، من منظمي الفعاليات إلى المتاحف والمعاهد البحثية. كما قال جيانغ أن الحدث لفت شركاء محتملين من الشرق الأوسط وأوروبا.

يعد هذا التحول للشركة تجسيداً لسياسة الصين الأخيرة التي تركز على الروبوتيات بشكل هائل، بالإضافة لتمحورها حول تطوير تقنيات محلية دون الحاجة للتقنيات الغربية. حيث تستعد الشركات الرائدة في الصين مثل Unitree وEngineAI لوضع روبوتاتها ثنائية الأرجل في مهام متزايدة التعقيد، بدءاً من فرز النفايات إلى دوريات الشوارع. وصدرت هذا الشهر تمويلات لشركة Unitree التي تتخذ من هانغتشو مقراً لها من مستثمرين بما في ذلك Tencent Holdings Ltd. وAlibaba Group Holding Ltd. وشركة رأس مال مغامر مدعومة من ByteDance Ltd (الشركة الأم لمنصة تيك توك).

مواضيع مشابهة

بصفتها شركة ناشئة تنافس أسماء معروفة أكثر وممولة بشكل أكبر، يتعين على Noetix خفض أسعارها مقارنةً بمنافسيها، كما قال جيانغ. يُباع نموذج N2بأقل من نصف سعر طراز G1 الشهير من Unitree، مما يمنح Noetix هامش ربح إجمالي أقل من السوق بنحو 20%. ويشبّه جيانغ هذه الاستراتيجية ببدايات شركة شاومي العملاقة للهواتف الذكية، والتي جذبت المستخدمين في الصين ومن ثم العالم بهواتفها الأرخص، قبل أن تصبح رائدة في مختلف الشرائح السعرية حالياً.

تخطط Noetix لافتتاح مصنعين جديدين مع سعيها لزيادة الإنتاج إلى 10,000 روبوت العام المقبل. ومن شأن وفورات الحجم أن تدفع السعر للانخفاض أكثر ليصبح في متناول كل منزل روبوت شبيه بالبشر، وفقاً لمؤسسها. وترافق هذا النجاح مع قلق إضافي لمؤسس الشركة الذي بات يطلب من زوار في مكاتب الشركة بضاحية تشانغبينغ شمال بكين تغطية كاميرات هواتفهم بملصق. وقال جيانغ إنه بات أكثر قلقاً من سرقة الملكية الفكرية بعد نجاحات روبوتاته العداءة.

قبل عامين، تخلى جيانغ عن مساره الأكاديمي كمهندس الإلكترونيات مرشح لنيل الدكتوراه في أفضل جامعة في الصين لتأسيس شركة Noetix مع زميل دراسة سابق. والعام الماضي، كادت Noetix تصل إلى حافة الإفلاس بعد أن اندفع جيانغ في التوسعات. لكنه أصبح الآن أكثر حذراً في السيطرة على التكاليف، مع الحفاظ على ما لا يقل عن عامين من السيولة المستمرة واستهداف طرح عام أولي في هونغ كونغ بحلول 2026.

جمع جيانغ منذ ذلك الحين أموالاً من بعض الحكومات المحلية وشركات رأس المال المغامر مثل Innoangel Fund. لكن Noetix لا تزال بحاجة إلى خطة طوارئ لمواجهة تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين. وبينما تُصنع معظم مكونات N2 في الصين، تعتمد روبوتات جيانغ على شرائح من شركة إنتل وSTMicroelectronics وقد أعدّ بدائل محلية في حال فرضت الولايات المتحدة مزيداً من ضوابط التصدير.

يذكر أن الأشهر الأخيرة كانت قد شهدت العديد من المنافسات الرويوتية المثيرة للاهتمام في الصين. حيث استضافت البلاد أول نصف ماراتون للروبوتات في أبريل، تلاه أول مباراة «كيك بوكسينغ» في مايو، وقبل أيام كان هناك مباراة كرة قدم بين روبوتات بشرية دون تحكم بشر، بل بتوجيه من الذكاء الاصطناعي. وفي أغسطس المقبل، ستنافس روبوتات شركة Noetix في رياضات مثل الجماز وألعاب القوى ضمن «الألعاب العالمية للروبوتات البشرية» المقامة في بكين.

 

شارك المحتوى |
close icon