من أين تجني الشركات التقنية الكبرى ملياراتها؟

بالنظر إلى قوائم أكبر الشركات في العالم اليوم، قد يكون من الصادم للبعض مشاهدة مدى هيمنة الشركات التقنية على الجزء العلوي من الترتيب، حيث أن شركة Apple كانت قد قطعت حاجز 2 ترليون دولار من رأس المال السوقي مؤخراً، فيما أن الشركات التقنية الأخرى مثل Amazon وMicrosoft وAlphabet (الشركة الأم لـ Google) قد تجاوزت جميعاً حاجز 1.5 ترليون دولار أمريكي وتبدو مستمرة بالنمو بقوة حتى خلال الأشهر الأخيرة التي كانت كارثية حقاً على العديد من المجالات الأخرى.

 

لكن وفي حال نظرنا إلى الحجم الهائل لعائدات الشركات التقنية، يصبح الأمر مفهوماً أكثر ربما، حيث أن شركات Apple وAmazon وMicrosoft وAlphabet وFacebook كانت قد حققت حوالي 900 مليار دولار أمريكي من العائدات خلال عام 2019 فقط، ومع أن الشطر الأكبر من العائدات لا يتحول إلى أرباح حقاً، تبقى هذه القيم هائلة حقاً ومن المهم استكشافها ومعرفة المصادر التي تمنح هذه الشركات العملاقة مليارات الدولارات بشكل دوري.

 

في هذا الموضوع سنتناول أكبر الشركات التقنية اليوم ومن أين تجني أموالها بشكل رئيسي بالاعتماد على البيانات المتاحة لعام 2019 المنصرم.

 

كيف تجني شركة Amazon عائداتها؟

 

كامل العائدات للعام الماضي: 281 مليار دولار أمريكي.

الأرباح العام الماضي: 11 مليار دولار أمريكي.

 

من أين تجني الشركات التقنية الكبرى ملياراتها؟

 

بدأت شركة Amazon كشركة تجارة إلكترونية مختصة ببيع الكتب منتصف التسعينيات، ومع أنها عانت من بداية صعبة فقد تمكنت الشركة من النمو وتوسيع مجالها للمنتجات الأخرى. ومع أن التجارة الإلكترونية كانت ولا تزال المجال الأساسي والأكبر ربحاً للشركة، فقد توسعت إلى العديد من المجالات الأخرى في السنوات الأخيرة وبالأخص مجال الخدمات السحابية الذي تتصدره حالياً متقدمة على المنافسين.

 

على الرغم من عالميتها وانتشارها في عشرات البلدان، لا تزال شركة Amazon أمريكية بامتياز مع كون 69% من عائداتها تأتي من الولايات المتحدة وحدها، متبوعة بألمانيا: 8% والمملكة المتحدة 6% واليابان 6% فيما تشكل البلدان الأخرة مجتمعة 9% من عائدات الشركة فقط.

 

من حيث مجالات العمل، كانت عائدات Amazon متوزعة كالتالي:

 

  • التجارة الإلكترونية – 50.4%.
  • خدمات البيع للتجار المستقلين – 19.2%.
  • الخدمات السحابية (Amazon Web Services) – 12.5%.
  • الاشتراك بخدمة Amazon Prime للتوصيل ومحتوى الفيديو معاً – 6.9%.
  • المتاجر الواقعية (سلسلة متاجر Whole Foods المختصة ببيع الأغذية) – 6.1%.
  • مصادر دخل أخرى (بالأخص الإعلانات) – 5%.

 

اقرأ أيضاً: لماذا دفعت أمازون 0$ من ضرائب الشركات في السنوات الأخيرة

 

كيف تجني شركة Apple عائداتها؟

 

كامل العائدات للعام الماضي: 260 مليار دولار أمريكي.

الأرباح العام الماضي: 55.2 مليار دولار أمريكي.

 

من أين تجني الشركات التقنية الكبرى ملياراتها؟

 

عند تأسيسها قبل قرابة 50 عاماً من الآن كانت شركة Apple شركة حواسيب فقط، وبقيت الشركة مركزة على الحواسيب فقط لعقود قبل أن تبدأ الأمور بالتغير مطلع الألفية وتبدأ الشركة فترة تمدد كبرى جعلتها أكبر شركة عمومية في العالم بالاعتماد على نجاح مشغلات موسيقى iPod أولاً ومن ثم النجاح الهائل والمستمر لهواتف iPhone والعديد من المنتجات الأخرى التي أطلقتها الشركة. ومع أن هواتف iPhone لا تزال مصدر العائدات الأكبر دون منازع لشركة Apple، فقد بات من الواضح نية الشركة للتركيز بشكل أكبر على الخدمات.

 

حالياً لا تزال شركة Apple معتمدة على السوق الأمريكية بشكل كبير، حيث أن 45% من عائداتها تأتي من هناك، وتتبعها القارة الأوروبية مع 23% والصين 17% واليابان 8%. ويلحظ هنا كون الشطر الأكبر من عائدات الشركة يأتي من أسواق البلدان الغنية نسبياً، حيث أن الشركة معروفة بكون منتجاتها باهظة عادة، وبالتالي هناك شعبية كبيرة لهذه المنتجات في الدول المتقدمة فيما أنها لا تستطيع المنافسة حقاً في الدول النامية.

 

من حيث مجالات العمل، كانت عائدات Apple متوزعة كالتالي:

 

  • هواتف iPhone – 54.7%.
  • الخدمات (تتضمن خدامات الدفع وبث المحتوى والموسيقى وبرامج الكفالة وسواها) – 17.8%.
  • حواسيب Mac بما يتضمن المحمولة والمكتبية منها – 9.9%.
  • أجهزة iPad اللوحية – 8.2%.
  • منتجات أخرى (تتضمن ساعات Apple Watch وسماعات AirPods وسواها) – 9.4%.

 

كيف تجني شركة Alphabet (الشركة الأم لـ Google) عائداتها؟

 

كامل العائدات للعام الماضي: 162 مليار دولار أمريكي.

الأرباح العام الماضي: 34.3 مليار دولار أمريكي.

 

مواضيع مشابهة

من أين تجني الشركات التقنية الكبرى ملياراتها؟

 

قبل إعادة الهيكلة وتغيير الاسم، كانت الشركة معروفة باسم قسمها الأكبر حالياً: Google. حيث بدأت الشركة نهاية التسعينيات مع خوارزمية ترتيب لنتائج البحث على الإنترنت، وبعد فشل عدة محاولات لبيع الخوارزمية لشركات أخرى انطلق محرك بحث Google شديد النجاح الذي بات أكبر محركات البحث بوقت قياسي، وحتى اليوم لا يزال دون أي منافس حقيقي حيث بات اسمه بحد ذاته مرادفاً للبحث.

 

عبر السنوات توسعت شركة Google في العديد من المجالات المختلفة عبر إطلاق خدمات جديدة أو بالاستحواذ على مشاريع واعدة، واليوم باتت الشركة متنوعة نسبياً حيث تتضمن بالإضافة لمحرك البحث الخاص بها منصة الفيديو الأكبر في العالم: YouTube، وحزمة خدمات G-Suit التي تتضمن البريد الإلكتروني وتحرير المستندات وسواها، كما أن الشركة هي المطورة لنظام Android الذي تستخدمه الغالبية العظمى من الهواتف الذكية اليوم.

 

مع أن عائدات Google لا تزال متركزة على الولايات المتحدة بالدرجة الأولى (46% من العائدات)، فقد شهدت الشركة بعض التنوع المتزايد في السنوات الأخيرة مع قدوم 31% من العائدات من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، و6% من أمريكا الجنوبية و17% من شرق آسيا (باستثناء الصين حيث خدمات Google محظورة).

 

من حيث مجالات العمل، كانت عائدات Google متوزعة كالتالي:

 

  • الإعلانات على منصات Google المملوكة لها (مثل محرك البحث وYouTube) – 70%.
  • الإعلانات عبر منصات أخرى – 13.3%.
  • خدمات أخرى (مثل اشتراكات Google Play Music وحزمة G-Suit) – 10.5%.
  • خدمات Google السحابية – 5.5%.
  • مشاريع أخرى صغيرة (مثل Loons وWaymo وNest وسواها) – 0.4%.

 

اقرأ أيضاً: لماذا يتقاضى رؤساء بعض الشركات راتب 1 دولار سنويًا؟

 

كيف تجني شركة Microsoft عائداتها؟

 

كامل العائدات للعام الماضي: 126 مليار دولار أمريكي.

الأرباح العام الماضي: 39.2 مليار دولار أمريكي.

 

من أين تجني الشركات التقنية الكبرى ملياراتها؟

 

بدأت شركة Microsoft بشكل حقيقي عندما حصلت على تعاقد لتوفير نظام التشغيل لحواسيب IBM الشخصية عام 1975، وبسبب كون العقد كان يمنح IBM حق الترخيص فقط وليس ملكية البرمجيات تمكنت Microsoft من بيع نظام تشغيلها لشركات أخرى، وبسرعة نمت بشكل هائل لتسيطر على سوق الحواسيب الشخصية بداية من نظام MS-DOS ومن ثم الإصدارات المتتالية من نظام Windows الذي يستمر بكونه الملك المتوج لأنظمة الحواسيب اليوم.

 

مع أن الشركة لا تزال معروفة بسبب نظام تشغيلها بالدرجة الأولى اليوم، فالواقع هو أن Microsoft قد باتت متنوعة إلى حد بعيد في الفترة الأخيرة، ويبدو أنها تستمر بزيادة تنوع إيراداتها ويمكن ملاحظة ذلك من واقع أن أكبر مصادر الإيرادات للشركة يشكل 25% فقط منها، على عكس ما هو الحال للشركات التقنية الأخرى التي تمتلك مورداً أساسياً يغطي معظم عائداتها ومصادر دخل ثانوية.

 

من حيث مجالات العمل، كانت عائدات Google متوزعة كالتالي:

 

خدمات Microsoft Azure السحابية – 25.9%.

  • حزمة برمجيات Microsoft Office المكتبية (بما يتضمن خدمات Office 365) – 25.2%.
  • نظام Windows – 16.2%.
  • مجال الألعاب (كون الشركة تمتلك عدة استديوهات تطوير ألعاب كما أنها تصنع أجهزة ألعاب Xbox) – 9.1%.
  • إعلانات محرك البحث Bing – 6.1%.
  • الخدمات الموجهة للشركات والمؤسسات – 4.8%.
  • مبيعات عتاد Microsoft Surface (المكون بشكل أساسي من اللابتوبات) – 4.8%.
  • منصة LinkedIn – 5.4%.
  • مصادر عائدات أخرى – 2.4%.

 

كيف تجني شركة Facebookعائداتها؟

 

كامل العائدات للعام الماضي: 71 مليار دولار أمريكي.

الأرباح العام الماضي: 18.5 مليار دولار أمريكي.

 

من أين تجني الشركات التقنية الكبرى ملياراتها؟

 

تأسست شركة Facebook منذ عام 2003 وغيرت بتأسيسها عالم التواصل الاجتماعي للأبد، إذ أنها سرعان ما تجاوزت الخيارات الموجودة حينها مثل Friendster وMySpace ووصلت إلى القمة كأكبر منصة تواصل اجتماعي في العالم، ولا تزال تحتفظ بهذا اللقب حتى اليوم مع توسيع أعمالها المستمر على شكل عمليات استحواذ هامة مثل الاستحواذ على Instagram عام 2012 والاستحواذ على WhatsApp عام 2014.

 

مع أن Facebook تسعى جاهدة إلى تنويع مصادر دخلها والتوسع إلى مجالات جديدة قدر الإمكان، فهي لا تزال من أقل الشركات التقنية تنوعاً في الدخل، حيث أن مصادر عائداتها اليوم مكونة من الإعلانات التي تشكل نسبة 98.5% من عائدات الشركة، فيما أن النسبة الصغيرة الباقية تأتي مصادر متنوعة صغيرة. لذا وعلى الرغم من النجاح الهائل والمستمر للشركة فهي لا تزال أقل استقراراً من الشركات التقنية الكبيرة الأخرى بسبب ارتكازها على مصدر وحيد للعائدات.

شارك المحتوى |
close icon