من جديد المستثمرون يحاولون إسكات إيلون ماسك والحد من تغريداته
لطالما عرف رجل الأعمال إيلون ماسك بأنه شخصية غريبة ومختلفة جداً عن المعتاد، حيث أنه لا يشبه الأثرياء الآخرين بل أنه يبدو بشكل معاكس تماماً مع ظهوره المتكرر في الإعلام ونشره الكثيف والمباشر على منصة تويتر وسواها. وبينما هذه الأمور قد تبدو جيدة جداً للبعض وبالأخص لمعجبي ماسك الكثيرين، فهي كابوس حقيقي للمستثمرين في شركاته المختلفة، حيث يبدو ماسك وكأنه معدوم المسؤولية ومن الممكن أن يتسبب بمشاكل كبرى للشركة.
في الواقع وعبر السنوات كان ماسك قد تسبب بالعديد من التقلبات في أسواق الأسهم، ففي بعض الحالات كانت توصياته تطلق أسهم شركات بالخطأ إلى أسعار هي أضعاف قيمها السابقة. وفي حالات أخرى كانت التأثيرات تظهر على شركاته وبالأخص شركة Tesla التي كانت أسهمها ترتفع وتهبط وفق ما يقوله ماسك، وحتى أن الشركة تعرضت للعديد من التحقيقات وغرمت مرة على الأقل نتيجة سلوك ماسك المتهور من حيث تغريداته.
في السابق كانت الشركة قد وافقت بعد الضغط من المستثمرين على وضع مستشار قانوني مهمته مراجعة تغريدات ماسك قبل صدورها حتى، لكن يبدو أن المستشارين الذين عينتهم الشركة لم يتمكنوا من وضع حد لتغريدات ماسك، وتم استبدالهم واحداً تلو آخر خلال فترات زمنية قصيرة، والآن قام أحد كبار مستثمري الشركة برفع دعوى قضائية ضد الشركة نفسها وماسك متهماً الطرفين بخرق شروط اتفاق الشركة مع هيئة السندات الأمريكية عام 2018 والتي كانت قد أرغمت ماسك على عدم التغريد دون موافقة مجلس إدارة الشركة.
مواضيع قد تهمك:
- كيف تسبب إيلون ماسك بتقلبات أسواق المال والأسهم مراراً وتكراراً
- لماذا تسلا (Tesla) أكبر بكثير من VW مع أنها تنتج سيارات أقل بكثير
- أرباح Tesla لم تأتِ من بيع السيارات الكهربائية حقاً، بل من بيع “الرصيد البيئي”
حيث يدعي المستثمر أن تغريدات ماسك وتصرفاته غير المسؤولة قد كلفت الشركة مليارات الدولارات من القيمة السوقية، وركز بالأخص على مجلس إدارة الشركة الذي “فضل في السيطرة على ماسك” وفق تعبير الدعوى القضائية.
يذكر أن الموضوع يبدو مثيراً للاهتمام أكثر عند النظر إلى رأس المال السوقي الحالي لشركة Tesla، حيث أنها تؤدي أفضل من أي شركة أخرى في مجالها ضمن البورصة على الأقل، ومع أنها تبدو قزمة مقابل عمالقة الصناعة مثل Toyota وVW من حيث التصنيع والمبيعات، فهي تمتلك قيمة سوقية أعلى من هذه الشركات بأضعاف مما يجعل حجة أن ماسك جعل الشركة تخسر المليارات تبدو موضع شك على الرغم من اتفاق الجميع على أن تصريحات ماسك كثيراً ما تكون غير مسؤولة حقاً.
