دراسة: استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضر بسمعة مستخدميه في بيئات العمل

⬤ قالت دراسة جديدة أجرتها جامعة «ديوك» أن الموظفين عادة ما ينظرون بشكل سلبي لمن يستخدم الذكاء الاصطناعي.
⬤ شملت الدراسة 4,400 مشارك، وأظهرت ارتباط صفات «الكسل» و«عدم الكفاءة» باستخدام الذكاء الاصطناعي.
⬤ تظهر الدراسة الحاجز الاجتماعي الذي يمكن أن يعيق تبني الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع في بيئات الشركات.
وفقاً لأبحاث جديدة من جامعة «ديوك» الأمريكية، يمكن أن يكون استخدام الذكاء الاصطناعي سلاحاً ذا حدين. فبينما قد تعزز أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي الإنتاجية للكثير من الأشخاص وتساعدهم في أداء مهامهم، فيبدو أنها قد تترك كذلك آثاراً سلبية على السمعة المهنية لمستخدميها دون إدراكهم لذلك.
نشرت الدراسة يوم الخميس المنصرم، وقالت إن الموظفين الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، وClaude، وGemini في العمل يعانون من تقييمات سلبية من زملائهم وحتى مدرائهم بشأن كفاءتهم وحافزهم.
أجرى فريق جامعة ديوك أربع تجارب شارك فيها أكثر من 4400 مشارك بالمجمل، وذلك بهدف فحص التقييمات المتوقعة والفعلية لمستخدمي أدوات الذكاء الاصطناعي. وكشفت النتائج، التي وردت في ورقة بحثية بعنوان «أدلة على عقوبة التقييم الاجتماعي لاستخدام الذكاء الاصطناعي»، عن وجود تحيز متسق ضد أولئك الذين يحصلون على مساعدة من الذكاء الاصطناعي.
بشكل مثير للاهتمام، لم تكن نتائج الوصمة الاجتماعية السلبية مقتصرة على فئة أو مجموعة ديموغرافية دون أخرى، بل توزعت بشكل متساوٍ تقريباً عبر مختلف المجتمعات، والفئات العمرية، والتقسيمات الأخرى.
في التجربة الأولى التي أجراها فريق ديوك، تخيل المشاركون استخدام أداة ذكاء اصطناعي أو أداة تقليدية لإنشاء لوحات معلومات في العمل. وكشفت النتائج أن المجموعة التي استخدمت الذكاء الاصطناعي توقعت مسبقاً أن يتم الحكم عليها بأنها أكثر كسلاً، وأقل كفاءة، وأقل اجتهاداً، وأكثر قابلية للاستبدال مقارنة بأولئك الذين استخدموا التقنيات التقليدية. كما أبدوا استعداداً أقل للإفصاح عن استخدامهم للذكاء الاصطناعي أمام زملائهم أو مدرائهم.
أكدت التجربة الثانية أن هذه المخاوف مبررة. فعند تقييم أوصاف الموظفين، صنف المشاركون باستمرار أولئك الذين تلقوا مساعدة من الذكاء الاصطناعي على أنهم أكثر كسلاً، وأقل كفاءة، وأقل اجتهاداً، وأقل استقلالية، وأقل ثقة بالنفس مقارنة بمن تلقوا مساعدة مماثلة من مصادر غير ذكاء اصطناعي أو لم يحصلوا على أي مساعدة على الإطلاق.
اكتشف الباحثون أن هذا التحيز يؤثر على قرارات العمل الحقيقية. ففي محاكاة للتوظيف، كان المديرون الذين لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي بأنفسهم أقل ميلاً لتوظيف المرشحين الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بانتظام. ومع ذلك، أظهر المديرون الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بكثافة تفضيلاً معاكساً، حيث فضلوا المرشحين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي.
كشفت التجربة الأخيرة أن تصورات الكسل تفسر بشكل مباشر هذه العقوبة في التقييم. ووجد الباحثون أن هذه العقوبة تختفي فعلياً في الحالات التي يكون فيها الذكاء الاصطناعي مفيداً بوضوح للمهمة الموكلة. فعندما كان استخدام الذكاء الاصطناعي منطقياً للوظيفة، انخفضت التصورات السلبية بشكل كبير.
من الجدير بالذكر أن الدراسة أظهرت أن تجربة المُقيّمين الشخصية مع الذكاء الاصطناعي أثرت بشكل كبير على أحكامهم. ففي الدراسة، كان أولئك الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بكثرة أقل ميلاً لاعتبار المرشح الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي كسولاً.
ذكرت الدراسة كذلك أن الذكاء الاصطناعي ليس حالة فريدة من حيث الوصمة الاجتماعية المرتبطة به كتقنية جديدة. فقد رافقت هذه الوصمات الاجتماعية تقنيات أخرى عبر التاريخ مع ظهور وانتشار كل منها. حيث لطالما قلق الناس من أن الأدوات التي توفر الجهد قد تعكس صورة سلبية عن قدرات المستخدمين.
يقول الباحثون الذين أجروا الدراسة إن هذا التأثير الاجتماعي قد يشكل عائقاً خفياً أمام تبني الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل. فحتى مع ضغط المنظمات لتنفيذ الذكاء الاصطناعي، قد يقاوم الموظفون الأفراد ذلك بسبب مخاوفهم من كيفية نظر الآخرين إليهم.