حقيقية أم ذكاء اصطناعي؟ فيديو «الأرانب القافزة» يثير الجدل على الإنترنت
⬤ حقق مقطع فيديو يظهر أرانب تقفز على ترامبولين مئات ملايين المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي.
⬤ أثار الفيديو عاصفة من الجدل عندما تبين أنه، وعشرات الفيديوهات المشابهة، مولد بالذكاء الاصطناعي.
⬤ منذ إطلاق نموذج Veo3 لتوليدي الفيديو، باتت فيديوهات الذكاء الاصطناعي شديدة الإقناع في كل مكان.
إذا كان هناك شيء ينجذب إليه مستخدمو الإنترنت تلقائياً، فهو على الأرجح فيديوهات الحيوانات التي تقوم بتصرفات مضحكة أو غير متوقعة. لكن وفي عصر الذكاء الاصطناعي، لم يعد بإمكانك الوثوق بمقاطع الحيوانات التي تراها على الإنترنت.
مؤخراً، حقق فيديو نشر أصلاً على منصة تيك توك انتشاراً هائلاً ووصل إلى مئات ملايين المشاهدين حول العالم بسبب طبيعته المثيرة للاهتمام. حيث يظهر الفيديو مجموعة من الأرانب التي تدخل فناء أحد المنازل وتبدأ بالقفز على ترامبولين موجودة فيه.
@rachelthecatlovers Just checked the home security cam and… I think we’ve got guest performers out back! @Ring #bunny #ringdoorbell #ring #bunnies #trampoline
مع أنه انتشر وأعيد نشره مئات المرات بعدها، فالفيديو الأصلي يعود لحساب يحمل اسم @rachelthecatlovers على منصة تيك توك. حيث كان الفيديو الأصلي يحمل وصف: «لقد رأيت الآن كاميرا الأمن المنزلية الخاصة بي، ويبدو أن هناك بعض الضيوف الذين يقدمون عرضاً في الفناء.»
جمع الفيديو الأصلي أكثر من 200 مليون مشاهدة على تيك توك، فيما جمعت نسخه المعاد نشرها عدداً أكبر حتى من المشاهدات. لكن كما ربما تكون قد شككت، فالفيديو ليس حقيقياً، بل أنه مولد باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو يأتي ضمن موجة أكبر من فيديوهات الذكاء الاصطناعي التي تستغل مختلف الترندات الشائعة على الإنترنت لجني أكبر قدر ممكن من المشاهدات.
يستخدم الفيديو نمط تصوير كاميرات المراقبة المنزلية، وهو ما يظهر من الألوان الباهتة والخلفية الداكنة والساكنة دون حركة، وحتى أن المنشور الأصلي يتضمن إشارة إلى حساب @Ring، وهو حساب شركة كاميرات المراقبة المنزلية الكبرة (جزء من أمازون) والمعروف عنه مشاركة الفيديوهات الظريفة التي يرسلها المستخدمون.
فيما أن كون الفيديو ليلياً وبنمط كاميرات المراقبة يخفي العديد من المعالم المعتادة لفيديوهات الذكاء الاصطناعي، فهو غير كافٍ لإخفائها جميعاً. فالحركة نفسها تبدو غير طبيعية من جهة، كما أن أحد الأرانب يختفي أثناء القفز دون أثر.
هذا الفيديو ليس وحيداً بالطبع، بل أنه واحد من موجة هائلة من فيديوهات الذكاء الاصطناعي التي تستغل الأنماط المفضلة لدى الجمهور حالياً. حيث ظهرت العديد من فيديوهات الحيوانات الظريفة مثلاً، ومنها عشرات لحيوانات تقفز على ترامبولين، كما ظهرت العديد من الفيديوهات التي تظهر مقابلات وهمية مع أشخاص يقولون أشياء غريبة أو أن المقابلة تتضمن شيئاً مضحكاً يحدث في الخلفية.
فيما أن فيديوهات الذكاء الاصطناعي تنتشر منذ سنوات في الواقع، فالمختلف الآن هو نموذج Veo3 الذي قدمته شركة جوجل مؤخراً، والذي يولد فيديوهات شديدة الإقناع والواقعية ويرافقها صوت يبدو منطقياً حتى. وكان واحد من أول الفيديوهات التي أشهرت النموذج هو مجموعة من المقابلات التي تبدو حقيقية تماماً والتي تتحدث شخصياتها عن «نظرية الأوامر».
الآن، وأكثر من أي وقت مضى، بات تصفح منصات التواصل الاجتماعي أخطر من حيث المعلومات المقدمة والتحقق من دقتها. فالأكاذيب تنتشر بسرعة، ومع قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، فالأمر أصعب حتى لتمييزه كون معظم الأشخاص اعتادوا كون الفيديوهات هي أكثر وسائل التوثيق دقة.
