باستخدام الإضاءة: علماء يطورون طريقة مبتكرة للحماية من التزييف العميق

⬤ قال علماء في الولايات المتحدة أنهم طوروا تقنية يمكن أن تسمح بتوثيق الفيديو وتمييزه عن التزييف العميق.

⬤ تتيح التقنية وسم الفيديوهات بشكل لا يميزه المشاهد، ولا يتطلب عتاداً إضافياً، لكن تميزه الأجهزة الخاصة.

⬤ يعد التزييف العميق أحد أهم القضايا المقلقة اليوم نظراً لقابلية استخدامه لغايات خبيثة للغاية.

في وقت أصبحت فيه مقاطع الفيديو المفبركة أكثر صعوبة في الكشف، كشف باحثون في جامعة «كورنيل» عن تقنية جنائية جديدة قد تمنح مدققي الحقائق ميزة حاسمة. تعتمد الطريقة على تضمين علامات مائية رقمية غير مرئية في مصادر الإضاءة داخل المشهد، ما يتيح للمحققين التحقق من صحة تسجيل الفيديو بعد تصويره.

المفهوم، المعروف باسم «الإضاءة المشفرة بالضوضاء»، عُرض في 10 أغسطس خلال مؤتمر SIGGRAPH 2025 في فانكوفر بكندا، بقيادة طالب الدراسات العليا في علوم الحاسوب بيتر مايكل، وبإشراف الأستاذ المساعد آبي ديفيس الذي ابتكر الفكرة. وأوضح ديفيس أن المشكلة متنامية ولن تختفي، بل ستزداد تعقيداً مع الوقت.

مواضيع مشابهة

الطرق السابقة لوضع العلامات المائية كانت تدمجها داخل ملفات الفيديو نفسها، من خلال تعديل طفيف في وحدات البكسل لتشكيل معرف خفي، لكنها تتطلب أجهزة أو منصات متوافقة أثناء التصوير، مما يجعلها غير عملية إذا لم يستخدم المصوّر أجهزة تدعمها. أما طريقة فريق «كورنيل» فتختلف، إذ تدمج العلامة المائية في الإضاءة الفعلية التي تسلط على المشهد، بحيث يلتقطها أي نوع من الكاميرات في البيئة، سواء كانت احترافية أو هاتفاً ذكياً.

يمكن لمصادر الإضاءة القابلة للبرمجة، مثل الشاشات وأضواء الاستوديو وبعض مصابيح LED، أن تتضمن أنماط سطوع مشفرة باستخدام برمجيات فقط. أما المصابيح العادية غير القابلة للبرمجة، فيمكن تزويدها بشريحة صغيرة بحجم طابع البريد تغيّر شدة الإضاءة وفق شفرة سرية. هذه الشفرة تتكون من تغيرات طفيفة في تردد وشدة الإضاءة لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، وتم تصميمها بناءً على أبحاث في الإدراك البصري البشري.

كل مصدر ضوء يُنتج تسجيلاً منخفض الدقة وموثقاً زمنياً للمشهد تحت ظروف إضاءة مختلفة قليلاً، ويطلق ديفيس على هذه التسجيلات اسم «مقاطع الفيديو المشفرة». عند التلاعب بالمحتوى، تبدأ هذه المقاطع في إظهار تناقضات واضحة. وإذا تم إنشاء فيديو مزيّف بالذكاء الاصطناعي، فإن المقاطع الناتجة تبدو كاختلافات عشوائية. بمقارنة الأنماط المشفرة بالفيديو المشكوك فيه، يمكن للمحللين اكتشاف الأجزاء المفقودة أو العناصر المضافة أو المشاهد المعدلة. على سبيل المثال، حذف جزء من مقابلة سيظهر كفراغات بصرية، بينما ستبدو العناصر المفبركة غالباً كمساحات سوداء صلبة.

أثبت الباحثون إمكانية استخدام ثلاثة رموز إضاءة مستقلة في نفس المشهد، ما يزيد من تعقيد العلامة المائية ويصعّب مهمة المزوّرين، إذ سيتعين عليهم تقليد كل فيديو مشفر على حدة ومطابقته مع المشهد الظاهر. وأظهرت الاختبارات الميدانية فعالية التقنية في بعض البيئات الخارجية وأداءً ثابتاً مع اختلاف ألوان البشرة.

ورغم أن «الإضاءة المشفرة بالضوضاء» تمثل تقدماً واعداً، فإنها ليست حلاً نهائياً ضد المحتوى المصطنع، إذ يتوقع الباحثون أن تستمر أساليب التزوير في التطور مع تقدم أدوات الذكاء الاصطناعي. وقال ديفيس: «كان يُنظر للفيديو كدليل موثوق، لكن هذا لم يعد افتراضاً يمكننا الاعتماد عليه.»

شارك المحتوى |
close icon