ابتكار إماراتي يرصد تسربات المياه تحت الأرض باستخدام الطائرات

أعلن معهد الابتكار التكنولوجي، الذراع التطبيقية لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في إمارة أبوظبي، عن إطلاق استخدام جديد لتقنية رادار الفتحة الاصطناعية المحمول جواً، والمدمج في الطائرات المسيّرة. حيث يُتيح الاستخدام الجديد رصد تسربات المياه تحت الأرض في المناطق الحضرية والنائية دون الحاجة إلى الحفر أو إزالة التربة.

تعتمد هذه التقنية على موجات راديوية عالية التردد تُنتج صوراً عالية الدقة لسطح الأرض وما تحته، بفضل قدراتها التصويرية متعددة الترددات التي تجمع بين إشارات P وL وC، حيث يتيح تردد P اختراقاً أعمق للتربة، وتردد L لرصد أدق التغيرات في رطوبة التربة، فيما يُقدّم تردد C صوراً تفصيلية عالية الدقة لسطح الأرض. ويُساهم الدمج الذكي لهذه الترددات في كشف التشوهات والاضطرابات التي قد تشير إلى وجود تسربات مائية تحت الأرض، ما يُعزز من فاعلية الكشف المبكر، سواء في المدن أو البيئات الطبيعية.

سبق أن أثبتت التقنية فعاليتها سابقاً في التطبيقات الأثرية والبنية التحتية، والآن تم تحسين أدائها اليوم لتلائم البيئات الرملية، وتمكّنها من كشف التسربات على أعماق تصل إلى 40 متراً، مما يُتيح لشركات المياه رصد الخسائر بدقة وتداركها قبل أن تتفاقم.

تعليقاً على الأمر، قالت د. نجوى الأعرج، الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي: «يمثل هذا التطبيق الجديد لمنصة SAR مثالاً ملموساً على تعددية استخداماتها ومرونتها في مواجهة التحديات الواقعية. من خلال الكشف غير التدخلي عن تسربات المياه، نمكّن مزودي الخدمات من رصدها مبكراً، والحفاظ على الماء، الذي يمثل أحد أثمن موارد العالم.»

مواضيع مشابهة

يساعد هذا النهج الاستباقي في تقليل الفاقد المائي وخفض التكاليف التشغيلية وتجنّب الأضرار الباهظة للبنية التحتية. كما يُسهم في إطالة عمر الشبكات وتقوية استراتيجيات إدارة الموارد، ويحقق وفورات ملموسة للحكومات والبلديات وشركات المرافق.

في السياق ذاته، أوضح الدكتور فيليكس فيغا، كبير الباحثين في مركز بحوث الطاقة الموجّهة: «تكمن قوة أنظمة رادار الفتحة الاصطناعية في قدرتها على تمييز الإشارات المفيدة وسط الضوضاء، خصوصاً في بيئات صعبة كالتضاريس الرملية. وتركّزت أبحاثنا مؤخراً على تحسين قراءة الانعكاسات وتحليل مستويات التماسك، ما أتاح لنا تحقيق قفزة نوعية في الأداء، لم تكن ممكنة حتى وقت قريب.»

بالمقارنة مع الحساسات التقليدية، تقدم تقنية رادار الفتحة الاصطناعية من معهد الابتكار التكنولوجي نطاقاً أوسع ودقة أعلى وأداءً ثابتاً في مختلف التضاريس والظروف الجوية. كما أن بنيتها القابلة للتوسّع ومرونتها في الدمج مع الطائرات المسيّرة تجعل منها حلاً مثالياً لقطاعات مثل المرافق الحضرية والبنى التحتية الصحراوية والزراعة والاستجابة للكوارث.

تأتي هذه التكنولوجيا في توقيت محوري، بالتزامن مع تعزيز استراتيجية الأمن المائي الوطني في دولة الإمارات. ومن خلال الحد من الفاقد المائي، تُسهم منصة رادار الفتحة الاصطناعية في رفع الكفاءة التشغيلية، وتعزيز القدرة على مواجهة التغير المناخي، ودعم إدارة الموارد بشكل مستدام – بما يتماشى مع أهداف مبادرة الإمارات الاستراتيجية للحياد المناخي 2050.
شارك المحتوى |
close icon