كيف تنجح عملية الاستحواذ أو الاندماج؟

بغض النظر عن حجمها، تعتبر الشركات كيانات معقدة، وتنعكس مناهج صناعاتها الخاصة تجاه المنتجات، والأسواق، والتكنولوجيا، والعملاء بالإضافة إلى تاريخها الخاص الذي يستمر بالتأثير على ثقافتها. ويعد الحصول على شركة ودمجها أمرًا معقدًا، وتجلب العملية العديد من الفرص للخطأ.

 

يتمثل التحدي الذي يواجه كل عمليات الاندماج والاستحواذ في معرفة كيفية تحقيق الأهداف والفوائد المتوقعة، مع تجنب الأخطاء التي قد تقوض فعاليتها.

 

وإذا لم تحقق عملية الاستحواذ الفوائد المتوقعة، فسيتم اعتبارها فاشلة. وهذه التوقعات غالبًا ما تستند إلى افتراضات خاطئة تشكلت في مرحلتي التفاوض والإغلاق على الصفقة. غالبًا لا تظهر هذه الأخطاء حتى مرحلة متأخرة يحاول المشتري فيها دمج الموظفين أو العمليات أو قاعدة العملاء التي يريدها.

 

يقترب الاستحواذ والاندماج من الزواج بحسب الكثير من الخبراء إذ يجب أن تتوقع وجود حد أدنى من المفاجآت وعدم التوافق إذا تعرفت حقًا على الشركة الأخرى من خلال الدراسات التفصيلية التي تتوازى مع هذه العملية.

 

يركز الخبراء والشركات المتخصصة العاملة في هذا المجال على ٣ مراحل أساسية لتحسين فرص المستحوِذ في النجاح:

 

١. الإستراتيجية

 

تندرج هذه الأولوية تحت أسباب السعي وراء الفوز بالصفقة. إذ يمكن أن تكون الأسباب واضحة ومحددة للغاية، مثل أنِّ الأساس المنطقي لشراء أصول الشركة، عملائها مهمون ومميزون، أو بعض براءات الاختراع التي تسيطر عليها.

 

مواضيع مشابهة

أو يمكن أن يكون النطاق أوسع ليشمل تطلعات الشركة إلى الاستحواذ لأنها تتوسع جغرافيًا أو تسعى إلى تنويع عملياتها التجارية. بغض النظر عن الأسباب وعن كونها للأصول أو العملاء أو الاختراع أو حتى التوسع الجيوغرافي، من المهم جداً معرفة الفواصل الدقيقة والنوايا الخفية لأن هذه الأسس الإستراتيجية تقود عملية صنع القرار. (قد يشير بعض المشترين، مثل شركات الأسهم الخاصة، إلى الاستراتيجية باعتبارها أطروحة أو فلسفة الاستثمار).

 

٢. الدراسة التفصيلية

 

عملية الاكتشاف في الاندماج والاستحواذ متعددة الجوانب. إذ إنها تشكل الافتراضات التي تحدد عائد الاستثمار المحتمل. بينما تساعد أيضًا في إنشاء قائمة تحقق (Checklist for Integration) للتكامل بعد إغلاق الصفقة.

 

في هذه المرحلة، من الأهمية القصوى تحليل التوافق بين المشتري والأعمال المكتسبة بحيث يمكن دمج عناصر مثل التكنولوجيا والموظفين والثقافة بصورة متناغمة. وكلما كان الاجتهاد أفضل، كان التكامل أسهل.

 

٣. التوافق بعد الاندماج

 

في هذه المرحلة النهائية، والمعروفة باسم (Post-Merger Integration – PMI)، يتم توحيد العمليات أو الأفراد، وأي افتراضات خاطئة حول الإيرادات، وتآزر النمو، والتشارك في التوفير في التكاليف، والاختلاف أو الانسجام في تناسب الثقافات سوف يصبح واضح. تميل المفاجآت إلى الظهور في هذه المرحلة، وتنكشف العثرات والاختصارات والهفوات التي تشكلت في عملية ما قبل الإتفاق عن نفسها.

 

يخفف التوافق بعد الإندماج من الفشل والتضارب بين الثقافات المختلفة بينما يهدم عدم التوافق معظم الصفقات والفوائد المترتبة عليها ويعود ذلك لدراسة التوافق في المراحل الأساسية بصورة مفصلة ومدروسة لتحقيق التناغم المطلوب.

شارك المحتوى |
close icon