بالمزاد، بيع حاسوب خارق مقابل أقل من نصف مليون دولار، أي أقل من 2% من تكلفته الأصلية

المجد السّابق ينتهي إلى رابح واحد بيده 8,064 معالج Intel Xeon و313TB من الذّاكرة

⬤ باعت الحكومة الأمريكية حاسوبها الخارق المسمى Cheyenne بعد سنوات من تشغيله المستمر كأحد أكبر حواسيب العالم.

⬤ بيع الحاسوب بالمزاد العلني، وانتهى المزاد بقيمة تقل عن نصف مليون دولار، فيما تبلغ القيمة الحالية لأجزاء الحاسوب أضعاف ذلك.

⬤ يقدر أن الحاسوب كان قد كلف حوالي 25 مليون دولار لبناءه ولم يبدأ عمره التشغيلي حتى عام 2017 مما يعني حداثته نسبياً.

حظي أحد المشترين المحظوظين بيوم سعده الأكبر لربّما، وذلك مع إغلاق المزاد الرّقمي للحكومة الأمريكيّة والمخصّص لبيع حاسوبها الخارق Cheyenne، والّذي انتهى لصالحه بقيمة 480,085 دولار أمريكيّ، بعد منافسته 27 مشاركاً آخر في المزاد الّذي شهد بيع أيقونة من تاريخ الحواسيب الخارقة.

يمتاز حاسوب Cheyenne الخارق باحتوائه على 8,064 معالجاً من طراز Intel Xeon E5-2697 V4، كلّ منها يضمّ 18 نواة و36 خيط معالجة، ويعمل بتردّد 2.3GHz، ويبلغ سعر القطعة منها اليوم على متجر eBay نحو 50 دولار أمريكيّ. إلى جانب تلك التّرسانة من وحدات المعالجة المركزيّة الفائقة، يحوي الحاسوب الخارق المُباع على مقدار 313TB من ذاكرة الوصول العشوائيّ من نوع DDR4، موزَّعة على 4,890 قطعة من فئة 64GB معدَّة مع ميزة ECC، والّتي تُباع بحدود 65 دولار أمريكيّ في السّوق اليوم. لسوء حظّ المشتري الأخير، ومن سيعقبه من المشترين لاحقاً، لم تجد وحدات التّخزين الدّاخليّ فائقة السّرعة للحاسوب الخارق طريقها للعرض في المزاد، وهي الّتي بلغ مجموعها زهاء 32PB.

مواضيع مشابهة

على كلّ حال، سيكون المشتري صاحب الحظّ أمام فرصة لتحقيق مكسب كبير جدّاً إن تمكّن من بيع وحدات المعالجة المركزيّة وذواكر الوصول العشوائيّ تلك على أيّ من المتاجر الرّقميّة، إذ تُقدّر قيمتها مجتمعة بنحو 700 ألف دولار أمريكيّ. تلك التّقديرات تصحّ فقط في حال كانت جميع عناصر Cheyenne سليمة تماماً، الأمر المنافي للواقع؛ إذ أقرّ موقع المزاد رسميّاً بأنّ ما نسبته 1% على الأكثر من الوحدات أظهرت عوارض فشل خلال فترة الأشهر السّتّة الماضية، وارتبطت تلك المشاكل بشكل أساسيّ بأخطاء ECC في لوحات DIMM الخاصّة بالذّواكر، ما يجعلها غير قابلة للإصلاح. نسبة الفشل تلك كانت السّبب وراء عمليّة البيع، في ظلّ صعوبة إجراءات الصّيانة، نظراً لوجود مشاكل في التّوصيلات قادت إلى تسريب للماء. أرخت تلك المشاكل المضاعفة بآثارها على تكاليف التّشغيل وأوقات الانقطاع، ممّا دفع القيّمين على الحاسوب للبحث عن بديل.

لقد خدم حاسوب Cheyenne الخارق بكل كفاءة وقوّة على طول سبع سنوات، قدّم خلالها خدماته للعلماء في ولاية وايومنغ وسائر الولايات الأمريكيّة عند الطّلب. بمستوى أدائه المقيّم عند 5.34 Peta FLOPS، استُخدِم الحاسوب بشكل أساسيّ لأغراض التّنبّؤ الجوّيّ والمناخيّ في مؤسّسة العلوم الوطنيّة الأمريكيّة (NSF).

ليس من السّهل تقدير مقدار خسارة الحكومة الأمريكيّة من جرّاء عمليّة البيع بالمزاد تلك، فلا بيانات دقيقة حول التّكاليف الحقيقيّة لبناء Cheyenne، لكنّ سلفه السّابق، حاسوب Yellowstone، أو الصّخرة الصّفراء، كان قد كلّف تقديريّاً ما بين 25 إلى 35 مليون دولار أمريكيّ قبل الشّروع بتجميعه. جزء من تلك التّكاليف مرتبط حكماً بإنشاء البنية التّحتيّة والمرافق المحيطة. من جانب آخر، بلغت تكلفة بديل Cheyenne، الحاسوب الخارق Derecho من HP ما يتراوح بين 35 إلى 40 مليون دولار أمريكيّ، ما يضع الأيقونة المباعة ضمن ذات الفئة بتكلفة بعشرات ملايين الدولارات، وبرقم وسطيّ عند 25 مليون دولار أمريكيّ. أي أنّ القيمة النّهائيّة للمزاد بالكاد غطّت 2% من التكلفة الحقيقيّة.

ستتكفّل الجهات المسؤولة عن Cheyenne بنقل رفوف وقواعد مكوّنات الحاسوب الخارق وعتاد تبريده خارج المبنى بالكامل، وتقع مسؤوليّة نقلها بعد ذلك على المشتري. من غير المعلوم كيف سيتصرّف رابح المزاد حيال القطع المعطوبة في المجموعة، لكن إذا رأيت المتاجر الرّقميّة ملأى بمعالجات Xeon مستعملة خلال الفترة القادمة، فقد بتَّ تعرف السّبب.

شارك المحتوى |
close icon