ابرز مشاكل الذكاء الاصطناعي التوليدي وكيف يتطور؟

الذكاء الاصطناعي مجال تمكّن من الاستحواذ على آخر الأخبار والتحديثات باعتباره حديث الساعة، فإن العالم بأسره في صراعٍ نحو الانطلاق لأعلى درجات التقدم بطرح ابتكاراتٍ واحدًا تلو الآخر رغبةً بأن يكون ذلك الابتكار السر في تقدم هذا العالم، ولكن واقعيًا اتحدت سويًا كل الابتكارات المطروحة وكما ستتحد المنوي طرحها أيضًا في جعل هذا العالم أكثر تطورًا، ورغم ذلك إلا أنه لا بد من الوقوف على ابرز مشاكل الذكاء الاصطناعي التوليدي وكيف يتطور والعوامل الدافعة لذلك.

الذكاء الاصطناعي التوليدي

يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى مولودٌ من مواليد الذكاء الاصطناعي الذي وضعته هذه التكنولوجيا ليمارس دوره في المجتمع من حيث توليد نماذج محتوى متفاوتة تتضمن النصوص والصور وأيضًا البيانات في حالتها المركبة، ولذلك فإن الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا مثل جوجل والفابت ومايكروسوفت وغيرها قد أثارت وتيرة سباقٍ مريبة فيما بينها، حتى بات الأمر مصيريًا في بقاء إحداها إذا تأخرت في طرح منتجات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

تمكن الذكاء الاصطناعي التوليدي من اتخاذ مكانة مرموقة في مختلف مناحي الحياة، ويجدر التنويه أن الذكاء الاصطناعي قد تمكن من ترك أثر عميق في الاجتماعات الافتراضية منها تسجيل الملاحظات، والقدرة على الرد على الرسائل الإلكترونية وصياغتها مجددًا والتمكن من تعديلها حسب المطلوب، ورغم ذلك لا بد من الوقوف على أبرز مشاكل الذكاء الاصطناعي التوليدي وكيفية التطور الطارئ عليه.

أبرز مشاكل الذكاء الاصطناعي التوليدي

تشير المعلومات إلى أنه رغم الإيجابيات والجوانب الجيدة التي أثر بها الذكاء الاصطناعي على حياة الإنسان، إلا أنه قد نالت منه بعض العيوب التي اعتبرت من أبرز مشاكل الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي تمثلت بما يلي:

عدم التأكد من جودة النتائج

تشير المعلومات إلى أنه رغم ما جاء به الذكاء الاصطناعي التوليدي من تقدم وتطور وإيجابية مطلقة، إلا أنه اعتبر بأنه يعاب باحتمالية كبيرة من عدم دقة المعلومات وجودة النتائج التي يخرج بها بعد الانتهاء من عملية المعالجة، كما أنه قد لا يتوافق مع جميع الجهات التي تتجه لاستخدام ذلك، ولذلك فإنه قد تتاح فرصة استخدام شات جي بي تي Chat GPT في التسويق لشركةٍ ما وينجح الأمر بجدارة، إلا أن ذلك قد يكون وجه نحسٍ بالنسبةِ لشركة أخرى في التسويق.

اعتمادًا على ما تقدّم؛ فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة عاجزة تمامًا عن التفرقة والتمييز بين الثقافات؛ ما يدفعه إلى الإتيانِ بمحتوى لا يتلائم إطلاقًا، لذلك فإن الذكاء البشري لا يمكن الاستغناء عنه ويتطلب الأمر ضرورةً المراجعة لغايات التقييم.

احتمالية انتهاك حقوق الملكية والفكرية والطبع

إضافةً إلى ما تقدّم؛ فإنه من أبرز مشاكل الذكاء الاصطناعي التوليدي المتوقعة هو احتمالية انتهاك حقوق الملكية والفكرية وعدم احترامها، ويعود ذلك بمشاكل قانونية توقع المنظمات ببعضها البعض، حيث قد تكون الأداة الذكية مدربة على استخدام النماذج بشكل عام دون الأخذ بعين الاعتبار شأن حقوق الطبع والنشر دون الاستئذان، وقد وصفت هذه التطبيقات بأنها عديمة الوضوح فيما يتعلق باستخدام بيانات تفاعل المستخدم الموظفة في قضية تحسين النماذج.

وتشير المعلومات المتداولة حول ذلك بأن الشفافية عنصر قد يكون غائبًا حول ما يقترن ببيانات التدريب المدمجة في النماذج الذكية، والدليل القطعي في ذلك توجه الكثير من الدول العظمى وتحديدًا الأوروبية منها إلى حظر شات جي بي تي Chat GPT من الاستخدام داخل حدودها نظرًا لمخالفة شروط حقوق الملكية والفكرية في الاتحاد.

اختلاق المشاكل وإسنادها قانونيًا

في توضيح لهذا العنوان فإن اختلاق المشاكل يتمثل بالإشارة لبعض الأمور العادية إلى أنها مشاكل يعاقب عليها القانون، إذ تشير المعلومات إلى أن شات جي بي تي Chat  GPT قد اعتبر 6 أمور بأنها قضايا وجاء بالعديد من القوانين والمواد وألصقها بها، ويعتبر ذلك مشكلة عظمى، حيث بلغ مرحلة اختلاق القوانين الجنائية، وقد تسبب ذلك بمشاكل كبيرة بالنسبة لفئة من المجتمع.

التحيّز لمخرجات دون الأخرى

ترتفع احتمالية التحيز لنموذجٍ ما دون غيره عند استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ويجدر التنويه أن ذلك قد يكون نتيجة البرمجة والتطوير على يدِ شخصٍ ما، فمن الطبيعي أن يكون متحيزًا لمطوّره، ولكن ذلك يؤكد على صعوبة الاستخدام والعدالة مع نماذج أخرى، لذلك تعتبر واحدة من أبرز مشاكل الذكاء الاصطناعي التوليدي.

بناءًا على ما تقدم، فإن الحذر الشديد واجب عند انطلاق رجال الأعمال نحو تسخير الذكاء الاصطناعي التوليدي وتقنياته في أعمالهم وتطويرها، والتعامل مع العيوب والمشاكل بدقة متناهية والحيلولة دون تأثيرها فعليًا، ويجب الاطلاع على السيئات والإيجابيات واتخاذ القرار الصارم في مدى ملائمة هذه التقنية من عدمها.

كيف يتطور الذكاء الاصطناعي التوليدي

بعد الوقوف على مشاكل الذكاء الاصطناعي التوليدي، تشير المعلومات إلى أن هناك آلية محددة يمضي بها للتطوّر، وحتى تتمكن من معرفة ذلك تنطلق رحلة تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي اعتمادًا على خوارزميات محددة مبرمجة اعتمادًا على التعلم الآلي لغايات إنشاء محتوى غير مسبوق، حيث تتمكن الأداة الذكية بهذه الحالة من تحديد ما يجول حولها من أنماط وتنبؤات تساعد في استنباط بيانات جديدة من رحم المتواجدة حاليًا، وانطلاقًا من ذلك فإن حجم سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي العالمي قد يتخطى حاجز 9.9 مليار دولار أمريكي مع مجيء سنة 2025م، أو بشكلٍ أدق المستقبل القريب.

العوامل الدافعة لاعتماد الذكاء الاصطناعي

هناك العديد من العوامل الدفينة خلف تدوير عجلة اعتماد الذكاء الاصطناعي في الحياة العلمية والعملية ومختلف مناحي الحياة، ولذلك لا بد من الوقوف على أهم العوامل الدافعة لاعتماد الذكاء الاصطناعي التي تتمثل بما يلي:

  • الحوسبة عالية الأداء من الأسباب المحركة لعجلة الذكاء الاصطناعي وتفعيلها في الأعمال، إذ تصبح إمكانية الوصول إلى الحوسبة السحابية أكثر وفرة وكفاءة من أي وقتٍ مضى، ومن الجدير بالذكر أن الأسعار الجيدة قد ساهمت في جعله أكثر اعتمادًا.
  • وفرة قواعد بيانات ضخمة متاحة للتعلم، عند وجود عدد كبير من البيانات المتاحة أمام الروبوت أو الأداة الذكية للتعلم؛ فإن فرصة الوصول إلى التنبؤات الدقيقة تصبح أكثر إمكانية، كما أصبحت فرصة الوصول إلى التنبؤات المصنفة أكثر إمكانية والقدرة على تخزينها والمعالجة بأقل التكاليف بغض النظر عن وصفها فيما إذا كانت بيانات هيكلية أو غيره هيكلية.
  • توظيف الذكاء الاصطناعي التطبيقي والرؤى التي يراها في مصلحة المجتمع العملي والسعي نحو تحقيق الأهداف، وذلك يأخذ بيد الأعمال نحو العلياء، لذلك فإنك أمام إمكانية الحصول على التوصيات المستهدفة المستوحاة من تقنية الذكاء الاصطناعي، كما أن اتخاذ القرارات وصنعها يصبح أكثر إمكانية وسهولة.

ختامًا، فإن هذا المقال قد استعرضنا خلاله أبرز مشاكل الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولذلك فإن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حديّن يستوجب لزومًا المقارنة بين الإيجابيات والسلبيات والتعرف على كافة التفاصيل قبل الشروع في التنفيذ في مجال الأعمال، وانتقالًا إلى ضرورة التعرف على العوامل والدوافع المساعدة في اعتماد الذكاء الاصطناعي في العملية، ويجدر التنويه أن العالم ما زال مستمرًا في التقدم والتطوّر نحو الأمام، وأن الأعمال ما زالت مستمرة أيضًا في اعتماد أدوات جديدة في الذكاء الاصطناعي.

شارك المحتوى |
close icon