تعرف على عوامل نجاح الشركات الناشئة

بدأت الفئة الشبابية في الآونة الأخيرة بالتكاتف معًا والانطلاق سويًا في بناء شركاتٍ ناشئة في مساعٍ لبدء الأعمال الخاصة بهم، وذلك في مساعٍ إلى تحقيق الاستقلالية والاعتماد على الذات، إلا أن الأمر ليس بمنتهى السهولة كما يعتقد البعض؛ بل يحتاج إلى دراسة وبحثٍ عميق واستشارة أهل الرأي والخبرة في المجال، فإن دراسة المشروع المنوي البدء به أمرٌ يسهل عليك تحقيق النجاح لاحقًا بإذن الله، وانطلاقًا من أهمية ذلك علينا الولوج إلى أهم عوامل نجاح الشركات الناشئة وأسباب فشلها وكل ما يتعلق بالأمر حتى تكون على اطلاعٍ حول كافة الجوانب حتى يتسنى لك البدء فورًا.

الشركات الناشئة 

يشير مصطلح الشركات الناشئة إلى ذلك النوع من الشركات التي تنشأ على أيدي رواد الأعمال ويسعون بكل جهودهم للعمل على تطوير منتجات وخدمات حديثة وتعتبر فريدة من نوعها استعدادًا لطرحها في الأسواق، وتبدأ العمل والتشغيل بوقتٍ قصير وتعد حديثة الإنشاء إجمالًا.

من الجدير بالذكر أن الشركات الناشئة تعتمد أحيانًا على التمويل من مجموعةٍ من الرياديين اعتمادًا على ذاتهم وليس لديهم رؤوس أموال أساسًا، منها المدخرات الشخصية والعائلات والمعارف، ويجدر التنويه أنها تأتي لغايات تعزيز فائدة المجتمع من منتج أو خدمة.

تتعدد عوامل نجاح الشركات الناشئة وتتفاوت، كما يؤخذ بعين الاعتبار مجموعة من المعايير الضرورية لمراقبة سير المخطط بنجاح، فإن ذلك يتطلب الدراسة والتأني بالخطوة قبل المضي بها، وأيضًا الاستمرار بالمراقبة والدراسة خلال العمل.

عوامل نجاح الشركات الناشئة 

النجاح سلم طويل يحتاج منك الصعود درجة تلو الأخرى حتى تعتلي سدته، لذلك فإن أخذ عوامل نجاح الشركات الناشئة على محمل الجد أمر ضروري للغاية لا بد من دراسته عن كثب، ومن أهم هذه العوامل وأسرار نجاح الشركات ما يلي:

الإصرار والمثابرة على تحقيق الهدف

تجتمع وجهات النظر في مجال الأعمال على ضرورة الاستمرار في تنفيذ خطة العمل وعدم الالتفات للعوائق التي يمكن تخطيها، فإن الكثير من رواد الأعمال الناجحين الآن قد صادفوا إحباطًا وهجومًا نفسيًا وفشلًا في بداية الأمر، إلا أنهم كان لديهم الإيمان العميق بأن الأمر ممكن حتى برهنوا للجميع بأن النجاح حليفهم ولكنه جاء في الوقت المناسب.

الصبر والقناعة التامة بالفكرة هو الركيزة الأساسية للانطلاق نحو النجاح، أما القلق والتردد فإن ذلك سبب للفشل الذريع والذي سيرافقك ما حييت.

الإتيان بمشروع يلبي احتياج السوق فعلًا

دراسة السوق الذي تنوي استهدافه أمر ضروري للغاية، فإنك تحتاج طرح فكرة أو خدمة أو منتج تلبي احتياجات السوق وتحل مشكلة يواجهها، لذلك من الممكن أن تطوّر منتجًا موجود أساسًا في الأسواق بلمساتٍ خاصة تجعل منه حديثًا وليس مكررًا، أو إيجاد حل جذري للأمر باستنباط منتج جديد يحقق رضا العملاء ويستقطب المستهلكين، ونعيد الكرة لا تنسى دراسة السوق جيدًا فإنها من عوامل نجاح الشركة الناشئة.

اتخاذ القرارات بعقلانية مطلقة

العمل الناجح بحاجة ماسة للتخلي عن العواطف في إطار تنفيذ المهام وتحقيق الأهداف، ولكن ذلك لا يعني غياب الإنسانية من بيئة العمل، ويقصد بالعقلانية هنا عدم التململ والمماطلة وتدمير العمل لإرضاء الغير، وأيضًا لا تكن طماعًا في الاستحواذ على أفكار النجاح لذاتك فقط.

المهنية والاحترافية في العمل

إن كنت مبتدئًا في العمل ننصح باستشارة أصحاب الخبرة للحصول على النصيحة الجيدة، ولذلك لا تنسى وضع البصمة الفريدة في العمل خلال بناء خطة العمل الخاصة بك والتي تتضمن دراسة الميزانية وخطة التسويق، وأيضًا بناء استراتيجيات متكاملة تسير عليها الشركة.

وضوح الأهداف والرؤية

الرؤية والأهداف من الأساسيات والتوجيهات التي ترشد المدير نحو طريقه الواجب المضي به، فإن وضوح الرؤية مطلب أساسي في جعل النجاح حليفًا لك، وبلغة الأعمال فإنها البوصلة الأولى لتمضي قدمًا نحو ما تسعى إليه، تحديدًا في حلبة المنافسة الشرسة التي يعيشها العالم الاقتصادي في الوقت الراهن.

تحديد ميزانية ملائمة

البدء في مشروعٍ ما يحتاج إلى ضرورة تحديد ميزانية مالية تكفي لاستكمال المشروع دون التوقف عند حدٍ معين نتيجة قلة المال، فقد تكون على بعد خطوات من النجاح قبل نفاد المال، لذلك كن حريصًا على الاستقرار المالي أولًا قبل اتخاذ القرار في بدء المشروع، ويعد ذلك من عوامل نجاح الشركات الناشئة بإذن الله.

الالتزام بالمواعيد والوقت في تنفيذ الأعمال

 أي أنه بمجرد رسم مخطط المشروع ودراسة الجدوى؛ من الضروري اختيار موعد لتدشين المشروع والبدء بالتنفيذ على أرض الواقع، فإن المماطلة قد تتسبب بالفتور وعدم التمكن من تنفيذ المهام بشكلٍ صحيح، كما يعد فرصة مثالية لملاحقة آخر التطورات التي تطرأ على المجال .

الخبرة والمهارة في التنفيذ

من الجدير بالذكرِ أن الخوض في مجالٍ معين يتطلب الخبرة والكفاءة حتى تتمكن من التنفيذ عن فهم، فإن لم يكن ذلك واردًا فإن احتمالية خسارة المشروع هي الأرجح بهذه الحالة مع الأسف، كما أن الأمر يتطلب المهارة الاجتماعية في التواصل حتى تكون الفرصة متاحة للتواصل والتسويق واستقطاب المزيد من المستهلكين.

تطوير الموظفين وتأهيلهم

يعتبر الموظفين ركيزة أساسية في استمرار العمل ونجاحه، كما أنه من أهم عوامل نجاح الشركات الناشئة والقائمة والعملاقة وأي كانت تصنيفها ونوعها، فإن الموظف هو اليد العاملة التي تنفذ لك المهام والوظائف، والعقل المدبر لاستكمال الخدمة التي يطلبها العميل، لذلك من الواجب الاستمرار في تطوير الموظفين من حيث التأهيل والتدريب وزيادة مستوى الخبرات والمهارات، فإن ذلك يعود بالنفع والفائدة على شركتك بالدرجة الأولى.

ومن الضروري العلم بأن تعزيز الولاء لدى الموظفين وتحويلهم إلى قادة أكفاء أمر ضروري يساعد في تحقيق النجاح، ومن الرائع لو أقيمت جلسات عصف ذهني مع الموظفين لاستخراج الأفكار النيرة وتنفيذها على أرض الواقع.

استغلال الفرص 

الكثير من الفرص التي تصادف أرباب العمل خلال رحلة تنفيذ الأعمال، لذلك الرائد الذكي هو من يتربص لهذه الفرصة ويستغلها لصالحه جدًا، مثال ذلك في الفترة التي اجتاح بها فيروس كورونا العالم وأدى إلى إغلاقاتٍ عالمية بلغت الحدود، ففي هذه الحالة توجهت شركات إلى إغلاق أبوابها والتوقف تمامًا ما أدى إلى خسائر مادية جسيمة أفضت إلى الإغلاق الدائم، بينما توجهت شركات أخرى إلى التوجه إلى العمل أون لاين أو عبر الإنترنت والاستمرارية في تقديم الخدمات ما جعلها تستحق الشهرة والتوسع بالأعمال والنجاح المضاعف على حساب تلك التي أغلقت أبوابها.

أسباب فشل الشركات الناشئة 

بعد الوقوف على أبرز عوامل نجاح الشركات الناشئة بالتفصيل، فقد آن الأوان للانتقال للتعرف على أسباب فشل الشركات الناشئة أيضًا، والتي تتمثل بما يلي:

  • ارتفاع معدلات العرض للمنتجات مقابل معدلات الطلب في الأسواق، فإن ذلك يؤدي إلى تكدس المنتجات وعدم بيعها.
  • عدم الكفاية المالية سبب من التوقف والعجز عن المضي قدمًا في التطور والنجاح.
  • عدم فهم شريحة العملاء والمستهلكين، ما يجعل الأمر صعبًا بالاستمرار.
  • عدم الدراية وغياب الكفاءة في التسويق والترويج للمنتجات؛ ما يترتب عليه ضعف المنتجات.
  • غياب عنصر المهارة والخبرة في العمل يعتبر سببًا، لذلك يجب استقطاب أهل الخبرة والمهارة للعمل.
  • عدم تقبل النقد البناء أبدًا، والإصرار على الاستمرار بالأخطاء دون إصلاحها أو تقوية نقاط الضعف.

التحديات التي تواجه الشركات 

بعد التعرف سويًا على أهم عوامل نجاح الشركات الناشئة بالتفصيل والانتقال إلى أسباب الفشل أيضًا، فإنك بحاجة أيضًا لإلقاء نظرة على التحديات المتوقع ظهورها في ساحة المنافسة والعمل لأي شركة، وتتمثل بما يلي:

شدة المنافسة 

لا تتوقع أن تكون الوحيد والرائد في المجال الذي تنوي خوضه أبدًا؛ فإن هناك أعداد غفيرة من المنافسين الذين يصبون جل اهتمامهم في تطوير أعمالهم حتى تصبح الأفضل، لذلك يجب أن تأخذ باعتبارك أنك بحاجة للانتباه وتفتيح العيون جيدًا لمراقبة وملاحقة آخر التطورات الطارئة على الساحة، والتعرف على نقاط ضعف الآخرين وتخطيها.

سوء التخطيط 

إن التخطيط السيء وغير المحكم يؤول حتمًا إلى الفشل، لذلك لا بد من الاستعانة بأهل الخبرة والمعرفة في المجال حتى تتمكن من الوصول إلى خطةٍ استراتيجية تلبي احتياجات المشروع الذي تمضي قدمًا في تنفيذه، فإن خطة العمل لا تقتصر على الحديث عن الميزانية المالية، بل أيضًا طريقة التنفيذ وتوزيع المهام وغيرها الكثير من التفاصيل، فإن مطوري الأعمال قادرين على إفادتك بكفاءة عالية ما يساعدك على تخطي الوقوع بالأخطاء.

سوء اختيار الموظفين

تشير المعلومات إلى أن اختيار الموظفين يحتاج عناية ودراية فائقة، وذلك حتى تتمكن من توظيف أهل الخبرة والكفاءة؛ بالتالي أداء المهام الموكولة إليهم بنجاح، حيث يتجه بعض أصحاب الأعمال إلى إغفال الطرف عن المهارة والخبرة خوفًا من دفع رواتب جيدة، ما يستدعيهم لاختيار فئة لا تمت للعمل بصلة مقابل راتب قليل.

وفي حال عدم وجود حلول سوى الاستعانة بفئة غير مؤهلة؛ لا بد من إقامة دورات تدريبية وتأهيلية لهذه الفئة حتى تصبح أكثر قدرة على تلبية احتياجات العمل.

عدم الدراية بطريقة كسب العملاء

ترتبط فكرة دراسة السوق باستهداف العملاء المناسبين، لذلك من الضروري وضع السوق المراد الاندماج به تحت المجهر ودراسته عن كثب حتى تتمكن من تحليل ما يحتاج إليه العميل بدقة، ففي حال تجاهل هذه الخطوة فإنك حتمًا ستتجه إلى وضع الشركة في موقف لا تحسد عليه؛ إذ يكون العميل غير مستهدف بدقة، كما أن الطريقة في الترويح غير مناسبة نتيجة عدم كفاءة فريق التسويق، بالتالي العجز عن كسب العميل المناسب.

الجهل في ريادة الأعمال

من عوامل نجاح الشركات الناشئة العلم العميق في ريادة الأعمال، والمقصود بهذه الخطوة أن ريادة الأعمال عالم بأكمله يتطلب شخص خبير حتى يتمكن من استغلال الفرص وتقوية نقاط الضعف لديه، والتعلم من أخطاء الغير، واستهداف العملاء وطرح المنتجات وغيرها الكثير من التفاصيل التي يحتاج إليها المجال لضمان النجاح به.

انعدام الخبرة في كسب العملاء

في عالم ريادة الأعمال أنت بحاجةٍ ماسة إلى السلاسة في التعامل والتجاوب مع اقتراحات وشكاوى العملاء بطريقة نموذجية حتى تتمكن من المضي قدمًا في المجال، حيث من المؤكد ستلاحظ وجود بعض الانتقادات أو الشكاوي التي يأتي بها العميل؛ لذلك مسؤوليتك تتمثل بضرورة امتصاص غضبه والتعامل مع الأمر لصالحه قدر المستطاع؛ وذلك في مساعٍ لكسبه زبونًا وتحقيق الولاء لك.

ختامًا، من الضروري على الراغبين في الانخراط في سوق العمل وفتح أبواب مشاريعهم التأني والدراسة الجيدة للمشروع من مختلف النواحي، ويحتاج الأمر إلى استشارة أهل الخبرة من مطوري أعمال ورواد لهم سنوات في العمل، فإن الأمر ليس سهلًا أبدًا يحتاج التركيز مليًا والتعرف على عوامل نجاح الشركات الناجحة وأخذها بعين الاعتبار، كما أن الوقوف طويلًا على التحديات التي تصادف الأعمال والمشاريع أمر ضروري جدًا أيضًا.

شارك المحتوى |
close icon