شرح معنى الشركات الافتراضية وكيف تعمل على تحفيز الاقتصاد

خرج من رحم الثورة التكنولوجية الأخيرة عددًا كبيرًا من المصطلحات التي باتت تلازمنا في حياتنا اليومية في مختلف الأصعدة، ومنها الشركات الافتراضية التي لاقت رواجًا هائلًا حتى باتت أشبه باعتبارها تهديد للشركات الواقعية لما حققته من نجاح هائل، والتي جاءت لتكون مجتمعًا كاملًا  قادر على الإنتاج بكفاءة عالية وتدوير عجلة الاقتصاد، لكن لا بد من شرح معنى الشركات الافتراضية وكيف تعمل على تحفيز الاقتصاد بالتفصيل.

شرح معنى الشركات الافتراضية 

يشير معنى الشركات الافتراضية (بالإنجليزية: Virtual Company) إلى ذلك المجتمع الوظيفي الذي يتخذ مسمى شركة دون التواجد على أرض الواقع، لكن هناك رؤساء ومرؤوسين ومهام توكل إليهم لتنفيذها، كما تدفع لهم الرواتب وقد تبرم العقود أيضًا بكل جدية ووفقًا للقانون، حيث تستوفي الشروط كافةً وتؤدي المهام على أكمل وجه وتؤثر فعليًا في اقتصاد الدولة التي تمارس أعمالها فيها بشكل ملحوظ، ويشار إلى أن قنوات الاتصال المتوفرة بين الرئيس والمرؤوسين تكون إلكترونيًا عبر البريد الإلكتروني أو البرامج والتطبيقات التي ظهرت مؤخرًا لإدارة الأعمال عبر الإنترنت مثل Workiom وتيمز Teams وتريللو Trello و تطبيق Discord وغيرها الكثير من التطبيقات التي تغزو المتاجر الإلكترونية.

كيف تعمل الشركات الافتراضية على تحفيز الاقتصاد

تعمل الشركات الافتراضية على تحفيز الاقتصاد من خلال مضاعفة حجم التجارة الإلكترونية وتبادل السلع والخدمات والمعاملات المصرفية المختلفة، كما أن بناء الشبكات بكافة أشكالها سواء التعليمية أو الصحية يعود بالنفع ماديًا على الاقتصاد المحلي والدولي.

إضافة إلى ما تقدم فإن إقامة المشاريع المعتمدة على التكنولوجيا تعد ترقوية قادرة على المزج بين التكنولوجيا والقطاعات العاملة في الدولة، إضافة للقدرة على تطوير قطاع الاتصالات ومرافقه المختلفة، وقد ازداد بفضل ذلك حجم التدفقات التجارية والخدمية، وتمكنت عجلة الاقتصاد الرقمي من الدوران بكفاءة حتى بلغ الأمر الاندماج في الحكومات الإلكترونية والمصارف والأسواق الإلكترونية.

قد وجب التنويه إلى أن العديد من المصطلحات الاقتصادية قد ظهرت مؤخرًا بالتزامن مع ظهور مصطلح الشركات الافتراضية، ومنها:

  • اقتصاد المعرفة.
  • العوالم الافتراضية.
  • التعليم الإلكتروني.
  • الصناعة الإلكترونية.
  • التجارة الإلكترونية.
  • الحكومة الرقمية
  • الاقتصاد الرقمي.

هذا ويجدر التنويه أن الاقتصاد الرقمي قد ساهم في الإتيان بالمزيد من الأدوات التنموية غير المسبوقة، ومنها الاستثمار الإلكتروني، الذي مكّن الاندماج بين التجارة والصناعة والتأثر بعمق بتكنولوجيا الاتصالات، هذا ويسهل اقتصاد المعرفة أيضًا القدرة على توسيع نطاق القضايا المعرفية وتوظيفها في الإنتاجية وتوليد سلع وخدمات جديدة، وقد أدى ذلك إلى دفع الحكومات والجهات المؤثرة في اقتصاد الدول على استغلال الفجوات وتحويلها إلى فرص وتقوية نقاط الضعف اعتمادًا على الاتصالات والتكنولوجيا التي يمكن توظيفها في المجال والاستفادة منها.

العوامل التي أدت إلى ظهور المنظمات الافتراضية 

لم تأتِ المنظمات الافتراضية بين ليلةٍ وضحاها، بل هناك العديد من العوامل التي أدت إلى ظهور المنظمات والشركات الافتراضية، وتاليًا أهمها:

  • انتشار جنوني لاستخدام شبكات الاتصالات والإنترنت.
  • العالمية في الوصول للأسواق والموارد حتى أصبح يمكن استغلال المنتجات وبيعها عبر الإنترنت لأبعد نقطة جغرافية في هذه الأرض.
  • وفرة المعلومات على هيئة قواعد بيانات ضخمة متاحة للاستغلال والاستفادة منها.
  • الوصول اللا محدود للمعلومات والمنتجات والخدمات عبر الإنترنت.
  • توفر عدة طرق للتسويق والترويج للمنتجات.
  • ابتكار عدة طرق جديدة للتحويلات المالية عبر الإنترنت.

الفرق بين المنظمة الحقيقية والمنظمة الافتراضية

بعد التعرف على معنى الشركات الافتراضية وكيف تعمل على تحفيز الاقتصاد، لا بد من الوقوف مليًا على الفرق بين المنظمة الحقيقية والمنظمة الافتراضية بأن الأولى تمارس  أعمالها ضمن مبنى محدد على أرض الواقع حيث يمكنك زيارتهم ميدانيًا والاطلاع على الإنجاز، كما أنها تلزم الموظفين بالقدوم إلى المكاتب لتنفيذ المهام الموكولة إليهم، أما المنظمات أو الشركات الافتراضية فإن كل ما تقدم يكون خلف الشاشات؛ أي أن المدير يمارس أعماله من وحي منزله أو حتى من وظيفته الأخرى التي يمتهنها أساسًا، حيث قد لا تكون الوظيفة الافتراضية هي الأساسية بل ثانوية.

أما في الوظيفة الحقيقية فإنه يلتزم بعدد ساعات دوام رسمي وجوبًا؛ وذلك حتى يتمكن من استلام مبلغ مالي محدد في نهاية الشهر يسمى الراتب، أما المنظمات الافتراضية قد ترفع سقف المستحقات المالية تبعًا لعدد الساعات أو المهام الموكولة وتحديدًا بعد انتشار العمل الحر والعمل عن بعد أيضًا.

أشهر الشركات الافتراضية في العالم

توجهّت الشركات حول العالم إلى دمج أعمالها على أرض الواقع مع العالم الافتراضي لتوسيع نطاق الإنجازات والوصول، ومن أشهر الشركات في هذا المجال التي حققت شهرة واسعة جدًا ما يلي:

  • شركة IBM و Apple، تمكنت هذه الشركات العظيمة من بناء منفعة مشتركة بينها من خلال تأسيس شركة افتراضية، ورغم المنافسة الشرسة بينهما إلا أن بينهما شراكة عظيمة افتراضيًا.
  • شركة كورنينج، تعتبر واحدة من الشركات الافتراضية أيضًا التي أبرمت علاقات شراكة اقتصادية سنة 1993م عديدة، وقد عاد ذلك بأرباح وفيرة شكلت ما نسبته 13% من إجمالي أرباحها العامة.
  • شركة Buffer، أيضًا من الشركات التي بدأت أعمالها في الأساس بوجود مقر حقيقي في سان فرانسيسكو، إلا أنها تمكنت من توفير ما يفوق 7 آلاف دولار أمريكي شهريًا بعد قرارها بالتحول للعالم الافتراضي فقط، حيث مارس الموظفين واجباتهم والمهام الموكولة إليهم من أماكن تواجدهم.

سلبيات الشركة الافتراضية

بالرغم من الإيجابيات الهائلة التي جاءت بها الشركات الافتراضية مؤخرًا، إلا أنه من المؤسف أنها تعاب ببعض السلبيات أحيانًا ومنها ما يلي:

  • غياب العلاقات الاجتماعية بين الموظفين وقد تصل لانعدام المعرفة أساسًا.
  • عدم وجود التفاعلات الإيماءات بين الموظفين أو بلغةٍ أخرى انعدام لغة الجسد التي تعد قناة تواصل مرموقة بين الأفراد.
  • أحيانًا عدم التزام الموظفين بساعات العمل المحددة ما يترتب عليه الإهمال والتهاون أحيانًا.

الاقتصاد الرقمي

يشير مصطلح الاقتصاد الرقمي إلى الأنشطة المرتبطة بالممارسات عبر الإنترنت، ويعد مؤثرًا للقطاع الاقتصادي ومرتبطًا بعمق بالتقنية الرقمية والأنشطة الاقتصادية ذات العلاقة، وتعد المعرفة ركيزة أساسية في تدوير عجلة هذا النظام.

يعود تاريخ ظهور مصطلح الاقتصاد الرقمي إلى سنة 1995 على يد مدير الأعمال الكندي دون تابسكوت، وقد تمكن من إطلاق المتصفح التجاري الأول في هذا المجال خلال شهر أكتوبر سنة 1994م، وكان مخصصًا لنشر المحتويات بالدرجة الأولى، ومن أهم الخصائص والسمات الطاغية على مصطلح الاقتصاد الرقمي ما يلي:

  • ضخامة قاعدة البيانات المتوفرة والمتاحة.
  • الترابط العميق بين البيانات المتوفرة.
  • توظيف استراتيجيات قاعدة على استغلال البيانات وتحليلها وتفسيرها حتى تصبح معلومة مفيدة تخدم النطاق.
  • توفير سبل الأمان والتشفير على البيانات لتكون بنية تحتية آمنة.

ختامًا، فقد أصبح شرح معنى الشركات الافتراضية وكيف تعمل على تحفيز الاقتصاد واضحًا، ويشار إلى أن الشركات الافتراضية من المصطلحات التي باتت أكثر رواجًا وانتشارًا في العالم بأسره أكثر من الشركات التقليدية، فإن ذلك حقق نتائج مذهلة أكثر، وقد ترى في الوقت الحالي الشركة الافتراضية تمارس أعمالها في دولةٍ ما، بينما موظفيها يؤدون المهام الموكولة إليهم في دولة أخرى تمامًا وفي مختلف أرجاء بقاع الأرض، فقد تمكنت الثورة التكنولوجية من جعل العالم قرية صغيرة جدًا تسهل توفير الأعمال والوظائف للجميع في أي مكان.

شارك المحتوى |
close icon