إيلون ماسك بريء، لكن من المسؤول عن انهيار العملات الرقمية الأخير؟

خلال الأسبوع الماضي، شهدت مختلف العملات الرقمية وعلى رأسها عملة بيتكوين حالة انخفاض سعري كبيرة للغاية في الواقع. وخلال أيام انهار سعر بيتكوين من أكثر من 40 ألف دولار أمريكي إلى دون 30 ألفاً (ولو لوقت وجيز). وبالنسبة لبعض العملات الرقمية الأخرى مثل إيثيريوم ودوج كوين كان الانخفاض أكثر حدة حتى. لكن هذه المرة لم يكن الانخفاض ناتجاً عن تصريح من إيلون ماسك أو مزحة غريبة على حسابه على تويتر. بل أن الأسباب منطقية أكثر ربما: الضغط على المعدنين.

 

في حال لم تكن تعرف الكثير عن عالم العملات الرقمية، فالأرجح أنك لا تعرف ما الذي يعنيه تعدين العملات الرقمية أصلاً. ومع كون الموضوع معقداً ويحتاج لشرح مطول إن دخلنا بالتفاصيل، فسنكتفي بوصف مختصر هنا: المعدنون هم مالكو أجهزة حاسوبية قوية (في حالة معظم العملات حالياً) يقومون بحل معضلات رياضية معقدة ليتولوا إضافة تحويلات جديدة إلى البلوك تشين، وبالمقابل يحصلون على مكافئة معينة من المال.

 

المشكلة هي أن معظم العملات الرقمية اليوم تستخدم ما يعرف باسم “إثبات العمل” الذي يتضمن الكثير من المعالجة الحاسوبية. وبالنتيجة تحتاج عملية التعدين كمية طاقة كبيرة جداً، يقدر أنها أكثر من كامل استهلاك الطاقة في دولة الإمارات مثلاً. وهذا الأمر مشكلة للعديد من الحكومات حول العالم، ومؤخراً بدأت العديد منها باتخاذ خطوات ضد الأمر.

 

في الأشهر الأخيرة حظرت عدة حكومات حول العالم تعدين العملات الرقمية أو أنها حدته بالطاقات المتجددة لتجنب إجهاد شبكات الطاقة. لكن تأثير هذه الأمور لم يكن كبيراً حقاً لأن معظم هذه الدول لا تمتلك الكثير من المعدنين ضمنها أصلاً. والذي تغير الآن هو اتخاذ الصين لقرار كبير بهذا الشأن، حيث حظرت عدة مناطق صينية تعدين بيتكوين وسواها. ويبدو أن قرار الحظر ينتشر تدريجياً في المناطق الصينية مع التشديد بتنفيذه بدل التساهل السابق.

 


مواضيع مشابهة

مواضيع قد تهمك:


 

نتيجة هذه الضغطة الكبيرة على تعدين وحتى التعامل بالعملات الرقمية في الصين، خشي الكثيرون من الأمور ستتدهور بسرعة. وبالنتيجة بات هناك حافز قوي للبيع قبل انخفاض العملة أكثر. وهو ما قاد لهبوطها دون مستوى 30 ألفاً يوم أمس للمرة الأولى منذ بداية العام.

 

حالياً يبدو أن هناك بعض المكاسب الجديدة وتعويض محدود لخسائر بيتكوين والعملات الرقمية الأخرى مع عودتها للارتفاع من جديد. لكن هذا الواقع يعود ليذكر الجميع بأن سوق العملات الرقمية ليس كما أي سوق آخر مفتوح للاستثمار. ومع تقلبات هائلة تتضمن انخفاضات أو ارتفاعات تتجاوز 10% خلال ساعات، فمن المهم أن يدرك المستثمرون والمضاربون أن أموالهم عرضة للتبخر أكثر من أي مجال آخر مثل أسواق العملات الأجنبية أو الأسهم أو السندات.

شارك المحتوى |
close icon