جدل واسع نتيجة استخدام سياسيين بولنديين للتزييف العميق ضد خصومهم في الانتخابات

⬤ تعرضت المعارضة البولندية لانتقادات واسعة بعد نشرها إعلاناً انتخابياً يستخدم الزيف العميق ضد رئيس الوزراء الحالي.

⬤ استخدم الإعلان مقاطع فيديو حقيقية ممزوجة مع مقاطع صوتية مصنوعة بالذكاء الاصطناعي لصوت رئيس الوزراء.

⬤ هذه ليست أول مقاطع تزييف عميق تحاول تغيير مسار انتخابات، لكن صدورها من طرف رسمي تسبب بالجدل.

مع التطور الشديد الذي شهده مجال الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي فحسب، تحول التزييف العميق من أمر ممكن بصعوبة مع محدوديات عديدة إلى كونه سهل التنفيذ مع عشرات الأدوات التي تتيحه بسهولة نسبياً. وبالطبع تسبب ذلك بتحقق واحدة من أولى محاذير التزييف العميق أصلاً: استخدامه في تشويه السمعة والتأثير على الانتخابات.

وفق التقارير، قام أحد أكبر الأحزاب في بولندا بمشاركة فيديو ترويجي لحملته الانتخابية عبر توجيه الانتقاد لرئيس وزراء البلاد وإظهار التناقض في كلامه. لكن وبينما كان جزء من الصوت الموجود في الفيديو مأخوذاً من كلام حقيقي لرئيس الوزراء البولندي، فقد كان هناك مقاطع غير حقيقية ومولدة بالذكاء الاصطناعي بعد استخدام صوت رئيس الوزراء لتدريبه.

مواضيع مشابهة

وفق التقارير، فقد كانت المقاطع المولدة بالذكاء الاصطناعي هي مقتطفات من رسائل بريد إلكترونية يزعم أنها مسربة من كبير موظفي رئيس الوزراء. وتسبب ذلك بجدل واسع وانتقادات حادة بالنظر إلى استخدام التزييف العميق أصلاً، وأن الكلام المولد بصوت رئيس الوزراء ليس كلامه أصلاً ولا يوجد تأكيد حتى لكونه مسرباً من أحد موظفيه.

خلال الفيديو تم عرض مقاطع متناوبة من فيديو حقيقي لرئيس الوزراء البولندي مع مقاطع صوتية فقط مولدة بالذكاء الاصطناعي. لكن وخلال كامل الإعلان لم يتم عرض أي تنويه أو تحذير من أن الكلمات المعروضة ضمنه ليست حقيقية، بل مولدة بالتزييف العميق.

بشكل مثير للاهتمام، وعلى الرغم من الانتقادات، عاد ناشرو الفيديو المثير للجدل لنشر واحد آخر يستخدم الذكاء الاصطناعي لاستنساخ صوت رئيس الوزراء البولندي مجدداً، لكن مع اختلاف طفيف. إذ تم وضع تحذير قصير لكون الصوت مولداً بالذكاء الاصطناعي ضمن وصف الفيديو، وليس ضمن الفيديو نفسه.

مؤخراً قرع العديد من الخبراء في المجال التقني نواقيس الخطر حيال الأخطار الممكنة للذكاء الاصطناعي التوليدي على الرأي العام. إذ باتت سهولة التزييف العميق تعني أن البعض يستطيعون التلاعب بآراء الأفراد ومواقفهم من مختلف المواضيع عبر تزييف فيديوهات ومقاطع صوتية لشخصيات مؤثرة سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً. وبينما اقتصرت معظم الحالات الماضية على محاولات فردية يسهل دحضها، فتشر هذا النوع من المحتوى من جهات رسمية يركز الضوء على ضرورة وضع حدود واضحة لتقليل التأثيرات الضارة لهذه التقنية على الأفراد.

شارك المحتوى |
close icon