صفير الأجهزة الطبية في المستشفيات يُسبب مئات الوفيات سنوياً وفق دراسة

قالت دراسة حديثة أن أصوات الإنذار المستمرة للأجهزة في المستشفيات يمكن أن تسبب نتيجة عكسية على الطواقم الطبية.

تقدر الدراسة أن أصوات الإنذار تصدر حتى 300 مرة يومياً لكل مريض، مما يجعلها مصدر تشتيت مستمر للطواقم الطبية.

يمكن لاستخدام أصوات أكثر هدوءاً حفظ حياة مئات المرضى وفق الدراسة، وذلك بتحسين تركيز الطواقم الطبية.

يعد إطلاق صافرات الإنذار في المستشفيات مسألة حياة أو موت. ولكن مع انطلاق الكثير منها طوال الوقت، قد ينقلب الأمر بشكل عكسي على الأطقم الطبية مُسبباً لهم الإرهاق بشكل غير مباشر، وهو ما قد يُؤثر بدوره على الاهتمام بالمرضى مؤدياً إلى حدوث حالات وفاة. ولكن لحسن الحظ، أفاد الباحثون الآن أن تغيير أصوات أجهزة الإنذار داخل المُنشآت الصحية، يمكن أن يحد من تلك المشكلة.

يمكن أن تصدر الإنذارات الصوتية ما يصل إلى 300 مرة يومياً لكل مريض في مستشفيات الولايات المتحدة وفق التقديرات، ولكن جزءاً صغيراً منها فقط يتطلب اتخاذ إجراء فوري. وتشير البيانات الصادرة عن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن حالة الإرهاق الذهني التي تُصيب الأطقم الطبية (بما في ذلك عندما يقوم الأطباء بإيقاف تشغيل الإنذارات أو نسيان إعادة تشغيلها) وغيرها من المشكلات المرتبطة بتنبيهات الإنذارات في المستشفيات، قد تسببت بوفاة 566 شخصاً بشكل مباشر أو غير مباشر على مدار خمس سنوات بين 2005-2010.

مواضيع مشابهة

يقول جوزيف شليزنجر، طبيب التخدير في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت: «بعد قضاء يوم عادي في المستشفى، شعرت بصوت صفير في أذني لا ينقطع منذ المغادرة». حيث تعاون شليزنجر مع مايكل شوتز، الباحث في مجال الإدراك الموسيقي في جامعة ماكماستر في أونتاريو، لتحليل كيف يمكن للأصوات الموسيقية أن تُحسّن أجهزة الإنذار في المستشفيات.

في عام 2015، بدأ شوتز وشليزنجر في فحص العديد من الآلات الموسيقية ذات الأصوات الناعمة والتي قد تجذب انتباه الطواقم الطبية دون إزعاجهم. ووجدوا أن الأصوات ذات الجرس «الطرقي» مثل قعقعة الكأس الزجاجي – تبرز حتى عندما تكون منخفضة وتجذب انتباه المحيطين. وفي المقابل، تضيع النغمات العالية الخاصة بالأجهزة الصحية وسط الجلبة ولا تصل لمسامع القائمين في العديد من الأحيان، وهو ما يؤدي بدوره إلى التقصير الغير المقصود في تقديم الرعاية المطلوبة وهو ما يقود إلى حدوث حالات وفاة في بعض الأحيان.

قام الباحثون بتسجيل 42 مشتركاً بين 17 و 23 عاماً، لديهم سمع طبيعي، وتم عرض ستة إنذارات عليهم: نصفها باستخدام جرس تقليدي والنصف الآخر باستخدام جرس مُطوّر يستند إلى صوت إكسيليفون. ثم قاموا بتقييم إزعاج المشتركين من الإنذارات المختلفة وقدرتهم على التعرف عليها.

أدى تغيير الجرس ببساطة إلى تقليل الضوضاء المرتبطة بأجهزة الإنذار بشكل كبير، حيث وجدت الدراسة أن استخدام النغمات الهادئة أقل إزعاجاً بنسبة 88% مقارنة بالنغمات القياسية المستخدمة عادةً في الأجهزة الطبية. وأظهرت الدراسة أن التعرف على نغمات الإنذار المرتبطة ببعض الآلات الموسيقية لم يكن صعباً كما هو الحال مع أجراس الإنذار التقليدية في المستشفيات.

شارك المحتوى |
close icon