نقص الحواسيب الخارقة يضع العديد من العثرات أمام وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا

تُعد ناسا وكالة أبحاث الفضاء الأولى في العالم مع وصول إلى أحدث التقنيات التي لا يمكن لمعظم المنظمات إلا أن تحلم بها. ومع ذلك، وجدت المراجعة التي أجراها مكتب المفتش العام للوكالة أن أجهزة الحواسيب العملاقة القديمة والمثقلة بالأعباء التابعة للوكالة لا تواكب مُتطلبات الحوسبة الحديثة، مما يؤدي إلى تأخير شديد في إنجاز المهام والأبحاث.

ذكر مكتب المفتش العام في تقرير نُشر مؤخراً أن تقنيات الحوسبة المتطورة (HEC) التابعة للوكالة تحتاج إلى إصلاح شامل إذا أرادت التنافس مع برامج أبحاث الفضاء في الدول الأخرى والاحتفاظ بمكانتها الريادية. وبدون إجراء تغييرات هائلة، فإن موارد الحوسبة الفائقة للوكالة «من المرجح أن تقيد أولويات وأهداف المهمة المستقبلية». كما أكمل واصفاً موارد HEC الخاصة بالوكالة بأنها «قديمة ومثقلة بالأعباء.»

ادّعى التقرير كذلك أن إتمام المهام يتطلب وقتاً حاسوبياً أطول مما يمكن أن توفره القدرات الحديثة الحالية، مما يؤدي غالبًا إلى تأخير الجدول الزمني للوكالة فيما يخص الأبحاث والاختبارات.

يبدو أن الوضع ليس على ما يُرام داخل جدران الوكالة، لدرجة أن هناك بعض الفرق والأقسام التي تضطر إلى استخدام أجزاء من ميزانيتها المخصصة لشراء موارد HEC الخاصة بها للوفاء بالمواعيد النهائية.

أبرز التقرير على سبيل المثال أن فريق نظام الإطلاق الفضائي يستثمر حوالي 250 ألف دولار سنوياً لشراء وإدارة أنظمة HEC الخاصة بهم من أجل تفادي أي تأخير في جداول الإطلاق الزمنية. وفقاً لمكتب المفتش العام، تستخدم جميع مراكز ناسا تقريباً أنظمة HEC الخاصة بها باستثناء مركز Goddard لرحلات الفضاء ومركز Stennis الفضائي.

مواضيع مشابهة

سلّط التقرير الضوء كذلك أن ناسا لا تواكب اتجاهات الحوسبة الفائقة الحديثة، ويرجع ذلك جزئياً إلى القيود التنظيمية والتمويلية. على سبيل المثال، تحتوي منشأة الحوسبة الفائقة المتقدمة التابعة لناسا على 48 وحدة معالجة رسوميات فقط إلى جانب 18 ألف وحدة معالجة مركزية.

ويقال إن عدم القدرة على تحديث الأنظمة يرجع إلى عوامل متعددة مثل «مخاوف سلسلة التوريد، ومتطلبات لغة الحوسبة الحديثة، وندرة الموظفين المؤهلين اللازمين لتنفيذ التقنيات الجديدة.»

ينتقد التقرير وكالة ناسا لافتقارها إلى استراتيجية شاملة بشأن استخدام تقنيات HEC في المباني ومعامل المختبرات المختلفة، ويُشير بأصابع الاتهام إلى الإدارة العشوائية للملف بأكمله، وتدعو إلى معالجته في أقرب وقت ممكن.

يأتي هذا التقرير ليُسلط الضوء على المشاكل التي تواجهها الوكالة الأبرز لأبحاث الفضاء في العالم بسبب قدرات الحوسبة المتواضعة، في وقت تستثمر فيه الحكومة الأمريكية مليارات الدولارات في صناعة أشباه الموصلات.

شارك المحتوى |
close icon