“الشبكة كخدمة”… محطة النمو التالية في قنوات التوزيع

مقال ضيف بقلم السيد فايز عويدات، مدير أول المبيعات لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى جونيبر نتوركس (Juniper Networks)


يتوقع المحللون أن يحقق نموذج “الشبكة كخدمة” (NaaS) نموًا هائلًا خلال السنوات القليلة المقبلة. في عام 2022، بلغت قيمة سوق NaaS العالمية 13.63 مليار دولار، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 35.3% من 18.7 مليار دولار في عام 2023 إلى 155.17 مليار دولار بحلول 2030. من الواضح أن هذا يمثل فرصة كبيرة لمنظومة قنوات التوزيع، نظرًا للإمكانيات الواسعة أمام مزيد من العملاء لاختيار نموذج الاستهلاك هذا. لقد أصبح الوقت مناسبًا الآن للموزعين للتفكير في إتاحة خدمات NaaS للعملاء الذين يرَون منفعة واضحة في إدارة شبكاتهم عن بعد في ظلّ زيادة الطلب على هذه الخدمة.

فرص خدمات NaaSفي الأسواق

تتوقع شركة “آي دي سي” للأبحاث أن يرتفع الإنفاق الإجمالي على الخدمات المدارة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.6% بين عامي 2023 و2027، مع استمرار الخدمات المرتبطة بالسحابة في تعزيز النمو في إيرادات خدمات تقنية المعلومات. وفي دولة الإمارات وحدها، من المتوقع أن تسجل سوق الخدمات السحابية معدلَ نمو سنوي مركبًا قدره 24.7% خلال الفترة بين 2021 و2026. أما الشركاء الذين اكملوا دورهم كموزعين، فقد يكون من الصعب عليهم البدء في هذا المجال الجديد. لكن، غالبًا ما تأتي هذه الخطوة في سياق تقدم طبيعي للموزعين يتيح لهم البدء في تقديم خدمات NaaS، نظرًا لأن لديهم معرفة عميقة بالمنتجات التي يبيعونها.

إن هذا النموذج يتيح عددًا كبيرًا من المزايا التي تناسب عملاء اليوم، بما يشمل القدرة على توسعة نطاق الشبكة أو تقليصه لتلبية احتياجات العمل، وتخفيف مهام العمل عن معظم فريق تقنية المعلومات، بالإضافة إلى التوفير المحتمل في التكاليف نظرًا لأن الشركات لن تدفع إلاّ مقابل ما تحتاج إليه فقط، هذا علاوة على أنه من المرجح أن يكون مقدمو خدمات NaaS قادرين على تقديم خدمة أفضل وتجربة أرقى للمستخدمين، نظرًا لمعرفتهم المتعمقة بالحلول التي يقدمونها، والمستوى العالي من الخبرة التي يتمتعون بها.

يأتي هذا الانتقال إلى خدمات NaaS في وقت تحاول الشركات خفض التكاليف ومواجهة نقص المهارات في قطاع تقنية المعلومات. ووفقًا لدراسة استطلاعية أجرتها شركة “بي دبليو سي”، فإن 75% من الموظفين في الكويت، و60% منهم في قطر، و58% في المملكة العربية السعودية، و46% في دولة الإمارات، يرون أن أسواقهم تعاني نقصًا في الأفراد ذوي المهارات المتخصصة. وبالتالي، ما يجعل الشركات تختار الاستعانة بمصادر خارجية في عملياتها لتقنية المعلومات. لكن اعتماد خدمات NaaS يعني أيضًا أن بوسع الشركات تبني أحدث تقنيات الشبكات دون الحاجة إلى استثمار الوقت والمال في تحسين مهارات فرقها التقنية وتعليمها التقنيات الجديدة أو تجديد البنية التحتية بالكامل خلال فترات زمنية قصيرة لمواكبة المتطلبات الشبكية.

الاستثمار في الحلول المناسبة

العديد من الشركاء التي تقدّم الحلول وفق النموذج المعروف بـ “التقديم كخدمة” تبحث عن طرق ذكية للاستفادة من الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي بالطريقة نفسها التي تستخدم بها فرق تقنية المعلومات الذكاء الاصطناعي للتخفيف من ضغوط المهام الروتينية عند تشغيل الشبكة. إن بإمكان الشركاء في قنوات التوزيع أيضًا استخدام حلول الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة، ما يجعل العمليات الشبكية للعديد من العملاء سلسة وسهلة الصيانة نسبيًا. أما العملاء الذين يرغبون في التمتع بسهولة استخدام نموذج تقديم الشبكات كخدمة، فقد يكون هذا أيضًا الخيار الأفضل لهم من منظور الأداء التجاري، إذ يكونون مطمئنين إلى أن الشبكة ذكية بما يكفي لإدارة نفسها بفاعلية، ما يقلل من الأخطار المحتملة الناشئة عن الخطأ البشري ويقلّل أوقات الأعطال. ويمكن القول إن الاستثمار في مجموعة الحلول القائمة عملياتها على الذكاء الاصطناعي هو المفتاح لتقليل الأخطاء وضمان حصول العملاء والمستخدمين على أفضل الخدمات.

مواضيع مشابهة

وبالإضافة إلى الحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، يجب على الشركاء أن يولوا أهمية بالغة للاستثمار في حلول الشبكات التي تتيح الأمن الشامل والمتكامل بسهولة، باعتباره مصدر قلق رئيسًا للعملاء في الوقت الحالي بسبب زيادة الرقمنة واستخدام أجهزة إنترنت الأشياء في الشركات، ما يعني ارتفاع الأخطار المرتبطة بنقاط الوصول المحتملة للهجمات السيبرانية.

إن إدارة شبكات العملاء تعني وقوع مسؤولية تأمين الشبكة على عاتق الشريك، ومن المحتمل أن يكون هذا أحد أهمّ مصادر القلق للعملاء الذين يفكّرون في إدارة شبكاتهم عن بُعد. ولأن العميل لا يدير الأمن بنفسه داخل شركته، فقد يتردّد في وضع ثقته في طرف خارجي، لكن هذا المسار ظلّ دائمًا ينطوي على قدر أقلّ من الأخطار لأنه يضمن اختيار حلول الحماية الأمنية المناسبة، ما يعني انعدام النقاط الأمنية العمياء في الشبكة.

زيادة الربحية مسألة بدَهية

العديد من الشركات تُجري حاليًا تحوّلًا رقميًا لتحسين كفاءة العمليات التجارية ورفع الأداء العام للأعمال، والارتقاء بتجربة العملاء، ما يجعل العديد من العمليات والخدمات التجارية تعتمد على الشبكات نتيجة زيادة رقمنة الخدمات. ولقد بات ثمّة حاجة في السوق إلى NaaS لهذا السبب، ومن المحتمل أن يتمكن الموزعون التقليديون من زيادة أرباحهم الإجمالية بفضل التوسع في الخدمات المقدمة للاستجابة لنمو الطلب على مختلف الخدمات الشبكية.

كذلك بوسع الشركاء التوسّع والاستثمار في الخدمات المتنوعة على امتداد شبكات المناطق المحلية الواسعة (WLAN) وخدمات الموقع وشبكات المناطق الواسعة المعرفة برمجيًا (SD-WAN) وأمن الفروع، وذلك من خلال نموذج “التقديم كخدمة”، من اجل تعظيم القيمة الممنوحة للعملاء وإتاحة قدرات إدارة استثنائية في جميع هذه المجالات، بالإضافة إلى المعلومات والتحليلات للعملاء بالتوازي مع استمرار أعمالهم في النمو. ويُعدّ هذا النموذج منطقيًا للعملاء من منظور الأعمال، إذ إن نموذج الاشتراك سيقلل من تكاليف الاستثمار الرأسمالي، فيما ستلمس فرق تقنية المعلومات المنافع التي يتيحها وجود طرف خارجي لإدارة عملية التوظيف الجديدة للخدمات، بفضل إزالة التعقيدات من إدارة الشبكة ورفع مستوى الكفاءة الإجمالية لدى شركاتهم.

إن بإمكان الشركاء في قنوات التوزيع الحصول على الأدوات والحوافز المطلوبة لتعظيم أرباحهم عبر نموذج NaaS، من خلال التعاون مع منتجين الحلول المناسبين، فيما ينبغي لهم استحداث برامج متطورة لتقديم خدمة أفضل للشركاء الراغبين في التوسّع بخدمات NaaS.

إن توجيه الشركاء ودعمهم في مسيرتهم يضمن تحقيق أقصى قدر من النجاح لكل من الشركاء والمنتجين.

شارك المحتوى |
close icon