بعد خسارة 97% من قيمتها، “أمازون السيارات المستعملة” مهددة بالإفلاس

⬤ خلال عام واحد تراجعت القيمة السوقية الإجمالية لشركة “كارفانا” (Carvana) من 54 مليار دولار إلى 1.5 مليار دولار.

 

⬤ تأسست الشركة لتحدث ثورة في عالم السيارات المستعملة عبر إتاحتها للشراء من الإنترنت وتوصيلها للمنازل.

 

⬤ تستخدم الشركة تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقدير أسعار السيارات وشرائها بشكل فوري من البائعين.

 

في عام 2012، تأسست شركة “كارفانا” مع وعد بإحداث ثورة في عالم تجارة السيارات المستعملة عبر تبسيط العملية وإزالة الأطراف الثالثة مثل وكالات السيارات ومسؤولي المبيعات من المعادلة. وقامت فكرة الشركة على استخدام التقنية في شراء وبيع السيارات المستعملة بأمل تحقيق الربح من الأمر.

 

حصلت كارفانا على دفعة هائلة لأعمالها في عام 2020 مع وباء كوفيد-19، حيث دفع الوباء المشترين إلى التخلي عن وكالات السيارات والاستعانة بالخيارات الرقمية لشراء السيارات. كما ساعدت معدلات الفائدة المنخفضة والمساعدات المالية في الولايات المتحدة على رفع مبيعات الشركة وسعر سهمها بشكل هائل.

 

مواضيع مشابهة

كانت الشركة قد كسبت الكثير من الشهرة عندما بدأت بافتتاح آلات بيع ذاتي للسيارات تسمح للمستخدمين باستلام السيارات المستعملة التي يشترونها بشكل مميز جداً. وفي حال كان المشترون بعيدين كفاية، كانت الشركة تقوم بتوصيل السيارات إليهم تماماً كما لو أنها شحنة من أمازون.

 

كان نموذج عمل الشركة قائماً على شراء السيارات بسرعة من البائعين الأفراد عبر خوارزمية تحدد أسعارها، بالإضافة لشرائها بالجملة من وكلاء آخرين. وبعد فحص وغسل السيارات وفرزها، يتم عرضها للبيع عبر منصة الشركة الإلكترونية، وتعد الشركة بأنها تقدم أسعاراً أدنى من المنافسين المحليين.

 

لكن ومع النمو كان على كارفانا التوسع بسرعة لبناء العديد من مواقع الاختبار والصيانة للسيارات التي تشتريها قبل أن تعيد بيعها. كما ساهم ارتفاع معدلات الفائدة بتقليل الإقبال على خطط تقسيط السيارات التي كانت مصدر العائدات الأكبر للشركة. ومع استمرار تكاليف التسويق والتشغيل بالارتفاع، بالإضافة لانخفاض أسعار السيارات المستعملة، ازدادت خسائر الشركة وتقلص نموها بشكل هائل، وهو ما قاد إلى تراجع اهتمام المستثمرين بشكل كبير.

 

كانت الشركة في دوامة من التراجع منذ العام الماضي في الواقع، حيث انهار سعر سهمها بأكثر من 95% عن أعلى مستوياته التي حققها في صيف عام 2021. وازدادت مشاكل الشركة أكثر عندما نشرت الشركة تقرير الربع الثالث من عام 2022 الجاري، والذي تضمن ارتفاع خسائرها التشغيلية لتتجاوز نصف مليار دولار أمريكي، وتبع ذلك خسارة السهم لـ 44% من قيمته.

 

الآن، تبدو الشركة في موضع صعب مع تقلص مواردها المالية وصعوبة الحصول على أية قروض أو تمويل جديد. وتشير التقديرات إلى أن إفلاس الشركة وحتى تسييل أصولها هي أمور محتملة في ظل الظروف الحالية وكون نموذج عملها لم يحقق الربحية حتى الآن.

شارك المحتوى |
close icon