أهمية التخصيم الإسلامي والابتكار التقني تزداد

تعاني العديد من الشركات من صعوبات في الحصول على التمويل في الوقت المناسب، ففي الكثير من الحالات تمتلك الشركات المال اللازم لها على المدى الطويل، لكنها لا تستطيع الوصول إليه في اللحظة اللازمة لأنه مرتبط بأحداث ودفعات وأقساط مستقبلية. وبالنظر إلى أن توقف السيولة يبطئ من مجال الأعمال بشكل كبير، فقد ظهر الحل لذلك عبر «التخصيم» الذي يعد من أهم الأدوات المالية التي توفر للشركات بيع حقوق الوصول إلى عائدات مستقبلية مقابل الحصول على المال بشكل فوري، مع خصم نسبة من المبلغ كربح للجهات المسهلة لذلك. وبالنتيجة نمت صناعة التخصيم لتكون من الأكبر ضمن المجال المالي اليوم.

أثبت تقرير المراجعة السنوية عن عام 2022 الصادر مؤخراً عن منظمة التخصيم الدولية (FCI) قوة ومرونة التخصيم وتمويل الذمم المدينة في مواجهة الاضطرابات الجيوسياسية. حيث نمت صناعة التخصيم بنسبة أعلى من 18.3% في عام 2022، وهذا بعد نمو كبير بنسبة أعلى من 12.3% في عام 2021. يلقى التخصيم وتمويل سلسلة التوريد في منطقة الشرق الأوسط رواجاً كبيراً، إذ تسعى الشركات إلى الحصول على حلول تمويل فعالة. مع مشهد المنطقة الاقتصادي الفريد وأنشطتها التجارية المتنامية، تقدم المنطقة إلى الشركات والمؤسسات المالية فيها فرصاً استثنائية وتحديات خاصة.

يتزايد الطلب في منطقة الشرق الأوسط على حلول التخصيم وتمويل سلسلة التوريد، وهذا لأن الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) تشكل العمود الفقري لاقتصادات المنطقة، وغالباً ما تواجه هذه الشركات تحديات في الوصول إلى مصادر التمويل التقليدية. وهنا يوفر التخصيم بديلاً جذاباً يسمح للشركات بتحويل ذممها المدينة إلى تدفق نقدي فوري. أما تمويل سلسلة التوريد فيساعد على تعزيز التدفقات النقدية على طول سلسلة التوريد، مما يعود بالفائدة على كل من المشترين والموردين.

نمو التخصيم الإسلامي يوفر مزايا عديدة لشركات الشرق الأوسط

يلعب التخصيم الإسلامي دوراً هاماً في منطقة الشرق الأوسط، وذلك لأن خيارات التمويل المتوافقة مع الشريعة الإسلامية تحظى بتقدير كبير هناك. ليتماشى مع مبادئ الشريعة، يمنع التخصيم الإسلامي وجود الفوائد (الربا) ويشجع تقاسم المخاطر والممارسات التجارية الأخلاقية. إذاً، يقدم هذا الشكل من التخصيم حلاً تمويلياً بديلاً للشركات التي تبحث عن خيارات متوافقة مع الشريعة الإسلامية وملتزمة بالقيم الثقافية والدينية في المنطقة. فالتخصيم الإسلامي:

  • يعزز العلاقات التجارية القائمة على الشفافية والعدل، ويعزز الثقة بين المشترين والموردين.
  • يشجع على تقاسم المخاطر، ويضمن تحمّل كلا الطرفين لمخاطر عدم السداد.
  • يسهل نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة، ويدعم وصولها إلى التمويل، ويعزز التنمية الاقتصادية في المنطقة.
مواضيع مشابهة

الحل هو منصة متينة وقابلة للتطوير مصممة خصيصاً للتخصيم وتمويل سلسلة التوريد

في الوقت الحالي، يعد الابتكار التقني ضرورياً لتعزيز كفاءة وفعالية التخصيم وتمويل سلسلة التوريد في الشرق الأوسط. حيث تبسط المنصات والحلول الرقمية العمليات بشكل كبير، ومنها تقديم الطلبات عبر الإنترنت، وتقييم الائتمان، والتوثيق، والمدفوعات. كما تقلل أتمتة الأنظمة وتكاملها الأخطاء البشرية، وتعزز كفاءة الأنظمة التشغيلية، وتسمح بتتبع المعاملات ومراقبتها في الوقت الفعلي. بالإضافة إلى ذلك، تساعد التحليلات المتقدمة المستندة على البيانات الشركات المالية على تقييم مخاطرها، وتدعم صنع القرار المناسب، وتوفر حلول مالية مخصصة.

إذ قال السيد كارول ليشكنسكي، المسؤول عن تطوير المنتجات لمنصة Comarch (كومارك) للتخصيم: «اليوم، أصبح التخصيم أسهل من ذي قبل نسبة لزيادة اعتماد الشركات عليه وأيضاً لأن الحلول المتاحة في السوق، والتي تعتمد على التقنيات الجديدة مثل الخدمات المصغرة والتخصيم الرقمي بالكامل تقريباً، تسهل عمل كل من العملاء وموظفي المخصم إلى حد كبير».

للاستفادة من إمكانات التخصيم وتمويل سلسلة التوريد، تقوم البنوك والمؤسسات المالية في الشرق الأوسط بتشكيل أنظمة تعاونية وشراكات تجمع بين أصحاب المصالح المختلفين، بما فيهم مزودو الحلول التقنية والهيئات الحكومية والجمعيات التجارية، لإنشاء بيئة متكاملة تعزز الابتكار وتبادل المعرفة وتنمية السوق. تهدف مثل هذه الشراكات إلى مواجهة التحديات الفريدة في المنطقة وإطلاق العنان للإمكانات الكاملة للتخصيم وتمويل سلسلة التوريد.

كما قال لطيف شيخ، مدير تطوير الأعمال لدى شركة Comarch في الشرق الأوسط: «مع استمرار نمو منطقة الشرق الأوسط، ستكون الشركات المالية التي تعطي الأولوية للتكامل والتعاون التقني وحدها قادرة على تلبية الاحتياجات المتغيرة للشركات والمساهمة في التنمية المنطقة الاقتصادية. وكمزودين للبرمجيات، نعي أن البنوك تبحث عن حلول قيّمة لإطلاق أو تبسيط عمليات التخصيم لديهم، مما يمكنها من الحفاظ على ميزة تنافسية في السوق ويلبي الطلب المتزايد على الحلول المالية الفعالة والمتوافقة مع الشريعة الإسلامية. كما يلعب الابتكار التقني دوراً مهماً في تمكين البنوك من تقديم خدمات سلسة، وتعزيز كفاءتها التشغيلية، وتقديم حلول مخصصة.»

يبدو أن مجال التخصيم وتمويل سلسلة التوريد في الشرق الأوسط يتسارع مع كل ربع، ويقدم حلول تمويل بديلة للشركات ويدعم النمو الاقتصادي. كما يضيف التخصيم الإسلامي، مع التزامه بمبادئ الشريعة الإسلامي، ميزة فريدة للمشهد المالي في المنطقة.

شارك المحتوى |
close icon