«رولز رويس» تكشف عن تصميمها لمفاعل نووي قمري يشغل مستوطنة بشرية

⬤ كشفت شركة رولز رويس عن تصميم نظري أولي لمفاعل نووي صغير مصمم ليتم بناءه على القمر.

⬤ الهدف هو أن يوفر المفاعل طاقة نظيفة ومستدامة لمستوطنة بشرية دائمة على الجرم السماوي.

⬤ يبلغ طول المفاعل حوالي 3.3 متر فحسب، ويخطط أن يصبح جاهزاً في ثلاثينيات القرن الجاري.

استعرضت شركة Rolls-Royce تصميماً نموذجياً نظرياً لمفاعل نووي صغير ربما يصبح في أحد الأيام مصدر الطاقة الكهربائية لمستوطنة قمرية. وجرى عرض هذا النموذج المبتكر خلال فعاليات مؤتمر الفضاء في المملكة المتحدة، الذي عقد في مدينة بلفاست الأسبوع الماضي. فكما هو معلوم ظلت بعض مناطق القطب الجنوبي للقمر بمعزل عن أشعة الشمس لمليارات السنين، وقد حددت وكالة ناسا تلك المنطقة لتكون الموقع الرئيسي المرشح لإقامة أول مستوطنة على سطح القمر.

ولا شك أنّ رواد الفضاء سيحتاجون إلى مورد ثابت للطاقة حتى يظلوا على قيد الحياة هناك، ويمارسوا المهام والأعمال المطلوبة منهم، ومن هذا المنطلق أتت فكرة إنشاء محطة نووية على سطح القمر لتوليد الطاقة، نظراً لعدم توفر أشعة الشمس في تلك البقعة.

وتحدّث السيد بول بات، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء البريطانية، عن نموذج شركة Rolls-Royce، فقال: “يشكل هذا البحث المبتكر لشركة Rolls-Royce حجر الأساس لدعم الوجود البشري المستمر على سطح القمر”.

مواضيع مشابهة

وحصلت Rolls-Royce على تمويل بقيمة 3.65 مليون دولار أمريكي من وكالة الفضاء الأوروبية، على أن يخصص هذا التمويل لدعم أبحاثها المتعلقة بجدوى إنشاء مفاعل نووي صغير الحجم لتشغيل المحطة القمرية المستقبلية. واستعرضت الشركة خلال المؤتمر نموذجاً نظرياً أولياً لذلك المفاعل الصغير، الذي لا يقدر حالياً على إنتاج الطاقة.

وفي الوقت الحالي يستكشف مهندسو Rolls-Royce وعلماؤها السبل الكفيلة بتحويل حرارة المفاعل النووي إلى طاقة. ويعمل هذا المفاعل الصغير والخفيف الوزن دون أي مشكلات ناجمة عن غياب ضوء الشمس، مما يجعله وسيلة مثالية لتوليد الطاقة الضرورية للمستوطنة البشرية المزمع إنشاؤها ضمن بقعة مظلمة في القطب الجنوبي للقمر.

ومن المتوقع أن يبلغ عرض هذا المفاعل الصغير قرابة أكثر قليلاً من متر، في حين يبلغ طوله حوالي 3.3 متراً، وهو إلى ذلك لا يستطيع توليد الكهرباء حالياً. وإذا سارت الأمور حسب الخطط الموضوعة، فسيستلزم تجهيز المفاعل لإطلاقه إلى الفضاء بضعة ملايين من الدولارات، وقد يستغرق كذلك بضع سنين.

وعلى العموم سيولد المفاعل الطاقة باستخدام الانشطار النووي، وهي الآلية نفسها المتبعة في المفاعلات النووية الأرضية. ويتميز بقدرته على توفير مصدر ثابت من الطاقة في المنطقة القطبية الجنوبية للقمر، حيث ستقام المستوطنة، مما يسهل تشغيل أنظمة التدفئة اللازمة لصمود رواد الفضاء وبقائهم أحياء.

كذلك يعد مصدر الطاقة الثابت أمراً جوهرياً للعمليات المستدامة في الفضاء، لا سيما فيما يتعلق بإعادة شحن المركبات الصغيرة الجوالة، والأدوات العلمية الأخرى المخصصة لاكتشاف القمر. لذلك تكرس الشركة كل جهودها لتجهيز المفاعل النووي الصغير بحلول ثلاثينيات القرن الحالي.

وتقول آبي كلايتون، مديرة البرامج المستقبلية لدى Rolls-Royce: “تتيح تكنولوجيا المفاعلات الصغيرة القدرة على دعم حالات الاستخدام التجاري والدفاعي، وهي توفر حلاً فعالاً للتخلص من الكربون في هذه الصناعة، وتوفير طاقة نظيفة وآمنة وموثوقة”.

شارك المحتوى |
close icon