هل يمكن للشمس أن تدمر كامل بنية الإنترنت التحتية؟ العلماء يقولون نعم

⬤ حذر علماء من احتمال حدوث عواصف شمسية قد تضرب الأرض في الفترة القادمة، وتؤدي إلى تعطل شبكة الإنترنت كلياً. 

⬤ تؤثر تلك العواصف الشمسية على المجال المغناطيسي للأرض، وقد تتسبب في احتراق البنية التحتية لشبكة الإنترنت. 

⬤ تشير تقديرات العلماء إلى احتمال حدوث خسائر اقتصادية فادحة تقدر بمليارات الدولارات جرّاء العاصفة الشمسية. 

لا ريب أنّ شبكة الإنترنت أصبحت عصب حياتنا في هذا الوقت؛ فأغلب الأنشطة والأعمال التي نؤديها تعتمد على الإنترنت بطريقة أو بأخرى، لذلك فإنّ أي عطل طارئ يصيب هذه الشبكة يلحق بالأفراد والشركات والاقتصاد برمته خسائر فادحة على جميع الأصعدة. وفي الأيام الأخيرة أتى بعض العلماء بتحذيرات مسبقة بخصوص حدث قادم ربما يتسبب بتعطل شبكة الإنترنت كلياً.

وفي تفاصيل هذا الخبر، قال البروفيسور بيتر بيكر من جامعة جورج ماسون: «ظهرت شبكة الإنترنت وتطورت في مرحلة زمنية شهدت نشاطاً زمنياً هادئاً نسبياً، لكن يبدو أنّنا مقبلون على فترة تشهد تعاظم ذلك النشاط، فهي المرة الأولى في تاريخ البشرية الذي يحدث فيها تداخل بين النشاط الشمسي المتزايد وبين اعتمادنا على شبكة الإنترنت واعتماد الاقتصاد العالمي عليها».

مواضيع مشابهة

ويتابع بيكر حديثه قائلاً: «تحدث الكثير من التوهجات الشمسية، فنحن نرى وميضها ثم تتدفق الانبعاثات الكتلية الإكليلية في اتجاهات عشوائية عبر الفضاء. ومع ذلك نستطيع معرفة وقت توجهها الفعلي صوب الأرض، وبذلك يكون لدينا مهلة تتراوح بين 18-24 ساعة قبل أن تبلغ تلك الجسيمات الأرض، وتؤثر على مجالها المغناطيسي».

وتحمل الانبعاثات الكتلية الإكليلية جسيمات البلازما الشديدة السخونة، فيضرب بعضها الأرض ويشوش المجال المغناطيسي لكوكبنا، فيصبح مثل دارة كهربائية كبيرة. ويعلق بيكر على ذلك بالقول: “ربما يظل الناس للوهلة الأولى أنهم بخير طالما أن جهاز الكمبيوتر لديهم خاضع لتأريض صحيح مثلاً، لكن في حوادث كهذه، إذا اندفعت التيارات الحثية إلى الأرض، فقد تعود بالاتجاه المعاكس، وهذا الأمر يؤثر مباشرة على الأجهزة الكهربائية التي كان يعتقد أنها آمنة نسبياً”.

ويشير بيكر كذلك إلى حادثة كارينغتون عام 1859، التي كانت المرة الأخيرة التي تصل فيها الانبعاثات الكتلية الإكليلية إلى الأرض، ويضيف قائلاً: «أدت تلك الحادثة إلى تدمير نظام التلغراف، فقد كان الشرر يتطاير من خطوط التلغراف بسبب ذلك، وتعرض بعض العاملين للصعق جرّاء الجهد الكهربائي العالي في الأسلاك، وهو أمر ما كان ليحدث لولا تغيرات المجال المغناطيسي التي كانت قوية جداً حتى صار أشبه بنظام توليد كهربائي يدفع التيارات الكهربائية في أسلاك التلغراف باتجاه الأسفل».

ويرى بيكر إنّ أسلاك التلغراف كانت شديدة التحمل آنذاك قياساً بالأجهزة الإلكترونية في أيامنا: «لو نظرنا إلى الطبيعة الهشة والدقيقة لبنية الإنترنت الإلكترونية، فنحن نتحدث إذاً عن حادثة قد تحرق نظام الإنترنت وتعطله لمدة تتراوح بين أسابيع وأشهر حتى تنتهي عمليات إصلاح البنية التحتية كلها؛ بدءاً من المفاتيح الإلكترونية وانتهاء بحجرات الأجهزة الإلكترونية في المباني. ومن هذا المنطلق فإننا نتحدث عن عواقب ضخمة لا تقتصر على عمليات الاتصال، وإنما تشمل أيضاً اضطرابات اقتصادي كبيرة». وعلى سبيل التوضيح، تشير تقديرات بيكر إلى أن خسائر الاضطرابات الاقتصادي لأمريكا وحدها ربما يتراوح بين 10-20 مليار دولار أمريكي.

ويعكف بيكر وفريقه على مراقبة الشمس وتوهجاتها، ويقول إنها تبلغ الأرض خلال 8 دقائق، وهذا يضبط مؤقت الاضطراب المحتمل للمجال المغناطيسي خلال مهلة تتراوح بين 18-24 ساعة. ويقول بيكر: «حينما تصلنا التحذيرات، يصبح لكل دقيقة أهمية كبيرة لأننا نستطيع خلالها وضع الأقمار الصناعية في وضع آمن، ونتمكن أيضاً من فصل المحولات عن الشبكة كيلا تحترق. فأمامنا مجموع من الوسائل الكفيلة بتخفيف عواقب هذه المشكلة، ولكن على المدى الطويل لا بد من تقوية شبكة الإنترنت. وهذا الأمر ولا ريب تحدٍ اقتصادي كبير لأنه شبيه ببوليصة تأمين؛ فمن جهة ربما لا نحتاج إلى هذه التدابير إطلاقاً، ومن جهة أخرى قد نتكبد تريليونات الدولارات لتقوية النظام».

شارك المحتوى |
close icon