المرأة العربية في التقنية – مقابلة مع رئيسة قسم العلاقات العامة والاتصالات في أوبو

شهدت السنوات الأخيرة الكثير من التطورات المتسارعة في المجال التقني وتحولاً كبيراً له من حيث الفئات المشمولة والممثلة ضمنه. حيث بات المجال مفتوحاً أكثر من أي وقت مضى لمساهمات مختلف القوميات والجنسيات حول العالم، كما بات أكثر ترحيباً بدور النساء وإسهامهن في إغناء المجال شديد الأهمية اليوم.

مع ختام “شهر المرأة” لعام 2023، قمنا في مينا تك بمقابلة السيدة لوسي عزيز، رئيسة قسم العلاقات العامة والاتصالات لشركة أوبو في منطقة الخليج، وتحدثنا معها حول التسويق للمنتجات الإلكترونية وخصائص المنطقة بالإضافة لتجربتها كامرأة عربية ناجحة في المجال التقني.

 

هلا أخبرتينا عن نفسك وعملك؟

 

اسمي لوسي عزيز وأتولى منصب رئيس قسم العلاقات العامة والاتصالات لشركة “أوبو” في منطقة الخليج العربي. ولدت ونشأت في مصر، وبعد أن أنهيت ماجستير إدارة الأعمال والتسويق في لندن، انتقلت في عام 2013 إلى دولة الإمارات حيث بدأت مسيرتي المهنية في العلاقات العامة واتصالات التسويق.

كوني امرأة شغوفة بالتكنولوجيا أمضيت العقد الماضي في العمل بمجال الاتصال والإعلام، وأقود الآن استراتيجية الاتصال الخاصة بأوبو في المنطقة، كما أُشرف على إعداد وتصميم حملات العلامة التجارية وتنفيذها بهدف تكوين تأثير دائم في قطاع التكنولوجيا.

 

هل تعتقدين أن التسويق للجمهور العربي يختلف عن بقية أنحاء العالم، وكيف؟

 

المستهلك العربي متميز ويجب التعامل معه بشكل مختلف عن المستهلكين في أجزاء أخرى من العالم. فعلى سبيل المثال تُعدُّ دول مجلس التعاون الخليج العربي سوقاً متنوعاً للغاية، حيث يتواجد فيها عدد كبير من المستهلكين الشباب والمقيمين فيها من جنسيات مختلفة، وجميعهم يرغبون في الحصول على ميزات رائعة وتصاميم جميلة ومبتكرة لأجهزتهم الإلكترونية. لهذا من الضروري أن تلبي العلامات التجارية مختلف الديموغرافيات عند تطوير استراتيجياتها التسويقية، على أن تراعي في نهجها المتبع الفروق الثقافية.

كما من المهم الأخذ بعين الاعتبار أن دول مجلس التعاون تمتلك معدلات انتشار إنترنت من الأعلى في العالم. ومع نمو وازدهار وسائل التواصل الاجتماعي والأنظمة الرقمية في المنطقة، يتمتع العملاء بوصول غير محدود إلى المعلومات كما أنهم على دراية جيدة قبل شراء المنتجات. لذلك، فإن المراجعات والمقارنات أمر بالغ الأهمية للعلامات التجارية، ويجب أن تستفيد العلامات التجارية من التسويق المؤثر للترويج لمنتجاتها وخدماتها خاصة في هذه المنطقة التي يصعب العثور فيها على مشاهير محليين يلبون أذواق الجمهور المتنوع.

على الرغم من ذلك فقد أثبت المؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وخاصة أولئك الذين يعملون في مجال التكنولوجيا، أنفسهم كوجوه موثوقة تتفاعل مع العملاء بطريقة أكثر تخصصاً، ويلعبون دوراً قوياً يمثل استراتيجية تسويق مميزة للعلامة التجارية.

 

بالنظر إلى خبراتك المهنية، ما الفروق التي لاحظتها بين تسويق المنتجات التقنية والتسويق في القطاعات الأخرى؟

 

مواضيع مشابهة

نظراً لأن قطاع التكنولوجيا يتطور بشكل متسارع جداً، فقد شهدنا منافسة متزايدة مع كل من العلامات التجارية الراسخة والناشئة، وحتى نبقى على صلة دائمة بالسوق المتطور، من الضروري للعلامات التجارية أن تتخطى هذه المنافسة وتستثمر في البحث والتطوير لفهم احتياجات عملائها والفروق الدقيقة في البلدان التي تتواجد فيها. وغالباً ما تقوم الشركات بمراقبة المنافسين عن كثب وخاصة عندما يتم إطلاق منتجات جديدة حتى تتأكد أنها دائماً في المقدمة وفي قمة اهتمامات الجمهور المستهدف.

يختلف تسويق الأجهزة الإلكترونية عن الاستهلاكية تماماً، فعلى سبيل المثال إن منتج التجميل أو قطعة الملابس لهما وظيفة محددة، أما الهاتف الذكي أو منتج إنترنت الأشياء، فلهما ميزات متعددة مثل الكاميرا والتصميم وعمر البطارية، والتي تتمتع بأهمية كبيرة يجب نقلها إلى الجمهور المستهدف. ونحن في أوبو، نضمن أن يكون لدينا أجندة محتوى قوية تركز باستمرار على نقاط البيع المميزة عبر مختلف الوسائط سواء المطبوعة أو الرقمية أو الاجتماعية، ومع أن عرض ميزات المنتجات أمر مهم للغاية، فمن الضروري التسويق للمنتجات كأدوات تساعد المستخدم عبر إظهار القيمة التي تقدمها هذه المنتجات لحياته اليومية.

بالإضافة لذلك، عادة ما تكون المنتجات التكنولوجية باهظة الثمن، كما أنها استثمار طويل الأجل يشتريه الأشخاص كل سنتين إلى أربع سنوات في المتوسط. لذا من الضروري أن تبني العلامات التجارية استراتيجية محددة في نهجها التسويقي للاستفادة من وجود العملاء المتكررين وهذا ليس شائعاً في قطاعات أخرى.

 

لا شك أن عملك كامرأة في مجال كان يهيمن عليه الرجال دائماً، مثل التكنولوجيا، يتضمن بعض التحديات، هل يمكنك إخبارنا بأهمها؟

 

أعمل في شركة تقدر المرأة وتدعمني أنا وزملائي ونعيش في بلد يوفر منصة مميزة للقيادات النسائية، وهناك مجال كبير للتحسين والتطوير على مستوى العالم للارتقاء بعمل المرأة وضمان حصولها على فرص وظيفية متساوية مع زملائها الرجال.

إن أحد أكبر التحديات التي تواجهها المرأة في القطاع هو الافتقار إلى القدوة، نظراً لقلة النساء المتواجدات في المناصب القيادية، ويمكن لغياب القدوة أن يجعل المرء يشعر بالعزلة دون توجيه ونصيحة من شخص ربما واجه مشاكل مماثلة في حياته المهنية، وإن وجود نموذج يحتذى به للمرأة في منصب قيادي ليس أمراً حاسماً فقط لتقدمها الوظيفي، ولكنه يؤدي أيضاً إلى إحداث تأثير مجتمعي أوسع.

 

يطمح الكثير من الشباب العربي، وخاصة الفتيات، إلى تحقيق مسارات وظيفية مرضية في المجال التقني. ما النصيحة التي تقدميها لهم؟

 

بصفتي امرأة عاملة في مجال يُنظر إليه على أنه قطاع “يهيمن عليه الذكور”، فإن نصيحتي الأكبر لجميع الشباب، هي أن يؤمنوا بأنفسهم وأن يواصلوا العمل لتحقيق أحلامهم.

وأشجع بشدة الشابات اللواتي يتطلعن إلى بدء حياتهن المهنية في قطاع التكنولوجيا للخروج من منطقة الراحة الخاصة بهن، وتطوير مهاراتهن باستمرار، وتعزيز فرص التواصل، وبناء شبكة من الاتصالات لتبادل الخبرات والمعرفة والمشورة.

ذكر أو أنثى – لا يهم. يمكنك تحقيق ما حددته إذا كنت شغوفاً وتسعى إلى تحقيق أهدافك. لا تدع النظريات والأحكام المسبقة تبقيك في مكانك دون تقدم أو تطور ولا تدع أحداً يرسم لك مستقبلك فأنت الكاتب الوحيد لقصة نجاحك.

شارك المحتوى |
close icon