جوجل تدفع 20 مليار دولار سنوياً لتكون محرك البحث الافتراضي لهواتف أيفون

⬤ تهيمن جوجل على أكثر من 90% من سوق محركات البحث حول العالم، فيما حصة أقرب منافسيها هي 3% فقط.

⬤ تعتمد هيمنة جوجل على كونها محرك البحث الافتراضي في جميع الهواتف اليوم، وتدفع الكثير من المال لقاء ذلك.

⬤ تدفع جوجل بين 18 و20 مليار دولار سنوياً لتبقى محرك البحث الافتراضي على هواتف أيفون.

أفادت تقارير أخيرة بأن جوجل تدفع مبلغاً يتراوح بين 18-20 مليار دولار أمريكي سنوياً إلى شركة آبل، وذلك مقابل أن يظل جوجل هو محرك البحث الافتراضي في هواتف الآيفون.

ونشرت شركة Bernstein، التي تقدم نصائحها للمؤسسات الاستثمارية، تقريراً ينظر في التداعيات المحتملة المترتبة على آبل جرّاء دعوى مكافحة الاحتكار، التي رفعتها وزارة العدل الأمريكية بحق شركة جوجل بسبب مزاعم مرتبطة بأنها تحتكر مجال محركات البحث والإعلانات الموجودة فيها.

ولعل من أبرز نواحي الدعوى الجديدة هي اتفاقية خدمات المعلومات (ISA) بين شركتي جوجل وآبل؛ إذ تطرقت إليها المحكمة المنعقدة حالياً باعتبارها مثالاً واضحاً على السلوكيات المانعة للمنافسة التي تتبعها شركة جوجل.  

وتواصل شركة Bernstein تقريرها المهم بالقول: “ثمة احتمال في رأينا بأن تحكم المحكمة الفيدرالية ضد جوجل في هذه القضية، وتُلزِمها بإنهاء صفقتها مع شركة آبل. وتشير تقديراتنا إلى أن قيمة صفقة (ISA) تتراوح بين 18-20 مليار دولار أمريكي على شكل مدفوعات سنوية من جوجل إلى آبل، فهذا المبلغ يمثل نسبة تتراوح بين 14%-16% من الأرباح التشغيلية السنوية لآبل”.

مواضيع مشابهة

وثمة توافق بين الخبراء في مجال التكنولوجيا على أن خسارة جوجل للقضية هو احتمال قائم، وبذلك يصبح من المستبعد أن يتواصل هذا الاتفاق والترتيب المربح مع آبل، وكذلك الترتيبات المشابهة مع شركات سامسونج وموزيلا.

وعلى العموم لا تقدم آبل إلّا معلومات محدودة عن القطاعات الفرعية في قسم الخدمات لديها، في حين تفصح جوجل عن الأموال المرسلة إلى آبل ضمن ما يعرف بنفقات اكتساب حركات المرور (TAC) إلى شركاء التوزيع. وتقول شركة Bernstein إنّ جوجل تدفع نسبة قدرها 22% من إجمالي إيرادات الإعلانات لديها ضمن نفقات TAC، وتُقدّر كذلك إن آبل تحصل غالباً على نسبة قدرها 40% من ذلك المبلغ.

وسبق لوزارة العدل الأمريكية أن قالت ضمن جلسات المحاكمة إنّ جوجل تدفع 10 مليارات دولار أمريكي سنوياً إلى آبل ضمن اتفاقية ISA، بيد أنّ الوزارة توصلت إلى هذا الرقم من مصادر خارجية، وليس من جوجل أو آبل.

وعلى العموم يبدو مستبعداً أن يصدر حكم قريب في قضية مكافحة الاحتكار بحق جوجل؛ إذ تشير أغلب التقديرات إلى احتمال صدور الحكم في العام القادم، ثم تتلوه عمليات استئناف طويلة قد تمدد الإجراءات لفترة أطوال. ومع ذلك ليس متوقعاً أن يكون التأثير الاقتصادي المترتب على المحاكمة مجحفاً بحق شركة آبل.

وورد في التقرير أيضاً: “لا تخضع آبل للمحاكمة وإنما جوجل، لذلك تستطيع آبل أن تعقد شراكة جديدة مع محرك بحثٍ آخر حتى يصبح محرك البحث الافتراضي في أجهزتها، أو تستمر بشراكتها مع جوجل خارج الولايات المتحدة الأمريكية. ويبدو السيناريو الأكثر ترجيحاً أن تمنح آبل للمستخدمين حرية الاختيار. والأهم أن آبل تتحكم بالوصول إلى قاعدتها المثبتة، التي تدر قرابة 60 مليار دولار أمريكي من عائدات الإعلانات. لذلك نرى أن آبل ستستمر في الحصول على عمولة تتراوح بين 25%-30% مقابل توفير الوصول إلى إيرادات الإعلانات في محركات البحث”.

ويختتم التقرير كلامه بالقول: “لا شك أنّ إتاحة الخيار للمستخدمين يعطي الفرصة لآبل حتى تطلق محرك بحث خاصاً كخيار متاح أمامهم، وهي خطوة ستدهش الهيئات المنظمة- ولا ريب- إن أقدمت عليها”.

شارك المحتوى |
close icon