سوق الهواتف في الصين يتقلص بسرعة، ويصل لأدنى مستويات للمبيعات منذ عام 2013

مع كون تداعيات وباء كوفيد-19 كانت قد ظهرت في الصين أبكر من أي بلد آخر، فلا عجب بكون معظم المجالات الاقتصادية في البلاد قد تأثرت بشدة خلال الربع الأول من عام 2020 الجاري. ويبدو أن مبيعات الهواتف الذكية كانت من الأكبر ضرراً في الواقع، حيث انخفضت مبيعات الهواتف في الصين بنسبة 18% بالمقارنة مع أرقام الربع الأول للعام الماضي، وهذه أدنى مستويات للمبيعات منذ عام 2013، علماً أن السوق الصينية كانت قد باتت أكبر أسواق الهواتف الذكية مؤخراً.

 

وفق بيانات جديدة نشرتها شركة الأبحاث Canalys، فقد 72 مليون هاتف ذكي جديد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، ومع أن ترتيب الشركات الأكبر من حيث المبيعات في الصين لم يتغير حقاً، فقد عانت جميع الشركات من انخفاض مبيعاتها باستثناء شركة هواوي التي لا تزال الأكبر في السوق الصينية دون منافس حقيقي اليوم.

 

حالياً يبدو ترتيب الشركات الأكثر تصنيعاً للهواتف في الصين كالتالي:

  • هواوي (Huawei): نمو بنسبة 1%.
  • أوبو (Oppo): تقلص بنسبة 26%.
  • فيفو (Vivo): تقلص بنسبة 19%.
  • شاومي (Xiaomi): تقلص بنسبة 26%.
  • أبل (Apple): تقلص بنسبة 4%.

 

من المثير للاهتمام أن شركة هواوي هي الوحيدة التي باعت المزيد من الهواتف في هذا الربع مقابل العام الماضي حيث شحن 30.1 مليون هاتف هواوي جديد، مقابل شحن 29.9 ملايين هاتف في الربع الأول من العام الماضي. ومع أن نسبة نمو أقل من 1% ليست مرضية في الحالات المعتادة، فهي جيدة جداً بالنسبة لكون المجال بأكمله قد تقلص بنسبة 18%.

 

مواضيع مشابهة

من الملحوظ أن شركة Apple كانت من الأقل تقلصاً في الواقع، حيث تقلصت شحنات الهواتف بنسبة 4% فقط. ونظراً لكون نسبة التقلص كانت أصغر من تقلص السوق عموماً، فقد ازدادت حصة Apple في السوق الصينية إلى 8.5% مقارنة بـ 7.3% حققتها في الربع الأول من عام 2019.

 

مع كون اتصالات الجيل الخامس قد وصلت إلى الصين مبكراً وباتت متاحة قبل معظم البلدان حول العالم، فقد شكلت مبيعات الهواتف التي تدعم هذه الاتصالات نسبة أكبر من السابق من كامل المبيعات. إذ كانت 26% من مبيعات كل من هواوي وشاومي مخصصة لهواتف 5G وذلك على الرغم من أن هذه الاتصالات لا تزال محصورة بهواتف الفئة العليا بالدرجة الأولى.

 

عموماً وعلى الرغم من التقلص الشديد لسوق الهواتف الذكية، فقد كان أقل تضرراً من بعض المجالات الأخرى مثل السيارات والعقارات مثلاً. حيث أن كون الهواتف الذكية تعد ضرورات حياتية اليوم، وقدرة شركات الهواتف على البيع عبر الإنترنت بدلاً من المتاجر التقليدية قد ساعدا المجال على الخروج بخسائر أقل من بعض المجالات الأخرى.

 

حالياً لا يزال مصير السوق مجهولاً بالنسبة للربع الثاني من العام خصوصاً مع توقعات بتقلص عالمي بنسبة 30%، لكن في الصين على الأقل من الممكن للمجال أن يعود للنمو مجدداً كون الاقتصاد الصيني قد عاد للعمل ولو بشكل جزئي. لكن مخاوف استمرار التقلص حقيقية للغاية، ومن الممكن أن تنعكس معدلات البطالة المرتفعة بشدة على السوق وتقلل من الطلب على المنتجات التي يمكن تأجيلها ربما.

شارك المحتوى |
close icon