أكاديميون وخبراء التكنولوجيا يشددون على أهمية التعلم المستمر لضمان الازدهار في بيئة العمل الرقمية الجديدة

تهدف الجامعات في منطقة الشرق الأوسط إلى تعزيز ثقافة التعلم الذاتي بهدف تمكين خريجيها من تحقيق الازدهار والتأقلم مع تحولات سوق العمل الذي يشهد تطورات متسارعة. وأشارت ريم عبد العزيز المقبل، نائب المحافظ للتخطيط وتطوير الأعمال في “المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني” في المملكة العربية السعودية، خلال حديثها في حفل افتتاح برنامج “بذور من أجل المستقبل” في الدوحة إلى أهمية التعلّم المتواصل كونه الحصن الوحيد في ضوء تطور التكنولوجيا.

وشهد حفل الافتتاح ندوة حوارية بعنوان “مواهب تقنية المعلومات والاتصالات وقوة الشباب تقود الابتكار الرقمي وترسم المستقبل المستدام لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى”، بمشاركة ريم المقبل ونخبة من الأكاديميين وخبراء التقنية من منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، وبحضور أكثر من 175 طالب من 15 دولة مشاركة في “بذور من أجل المستقبل”

وناقشت الندوة واقع وتحديات التحول الرقمي وأهمية الارتقاء بمستوى مهارات جيل الشباب بما يتناسب مع متطلبات الرقمنة المتسارعة.  كما شدد الحضور على ضرورة رفد المناهج الجامعية وأنظمة التدريس بالتدريب العملي المقدم من الشركات التقنية ذات الخبرة ليكون الخريجين على أهبة الاستعداد للمشاركة في دفع عجلة التطور الاجتماعي والاقتصادي في بلدانهم، بما يتماشى مع الخطط والاستراتيجيات والرؤى الوطنية التي تركز حالياً على الاستفادة القصوى من التكنولوجيا. وأقر المشاركون بضرورة تفعيل مزيد من أطر التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال تدريب المواهب التقنية الشابة.

وفي هذا الصدد، صرحت ريم المقبل بأنها اكتسبت الكثير من المعرفة والمهارات أثناء دراستها في الجامعة، ولكنها لم تتمكن من تطبيقها على أرض الواقع في مكان العمل. ومن هنا، تؤكد على ضرورة تطوير المناهج الأكاديمية بشكل يتناسب أكثر مع متطلبات سوق العمل، وذلك من خلال تعاون الشركات والمؤسسات الأكاديمية، مثل شراكة ’المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني‘ مع هواوي” الذي يعد نموذج ناجح لتحقيق هذا الهدف.

وسلط الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، عضو مؤسسة قطر، الضوء على إمكانات التطورات الجديدة في تقنية الذكاء الاصطناعي في تعزيز التعلم خارج الفصول الدراسية بقوله: “ظهرت العديد من البرامج التي تمنح تدريباً عملياً أو خارج الفصل الدراسي، وتعتمد مفهوم التعليم المستمر والتعلم مدى الحياة. ورغم أهمية هذه النماذج التي تركز على التعليم الفردي، إلا أن تطبيقها على نطاق واسع يعتبر تحدياً بالغ الصعوبة. ولهذا نحن متحمسون للاستفادة من قدرات تقنية الذكاء الاصطناعي في تطوير محتوى تعليمي جديد يناسب احتياجات كل طالب”.

ومن جانبه، قال الدكتور خالد البقاعين، رئيس كلية الكويت للعلوم والتكنولوجيا: “تلعب الجامعات دوراً رئيسياً في تعزيز المواهب ورعايتها عبر تزويد الطلاب بوسائل التعلم الذاتي التي تدعم التعلم المستمر المبني على فهم عملي لعالم تقنية المعلومات والاتصالات. وهو مجال ينبغي أن يُطبق عملياً، عوضاً عن تدريسه في الجامعات”.

مواضيع مشابهة

وقالت ميا زو، الرئيس العالمي للمسؤولية الاجتماعية للشركات في هواوي: “تلتزم هواوي بشكل راسخ برعاية مواهب تقنية المعلومات والاتصالات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وتهدف مبادراتنا العديدة مثل ’بذور من أجل المستقبل‘ إلى سد الفجوة في المواهب الرقمية، بما ينسجم مع التطلعات الوطنية ويسهم في دفع النمو المستدام”.

وشكلت الندوة منبراً للتفاعل مع ممثلي وسائل الإعلام والطلاب من 15 دولة من منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى يجتمعون في الدوحة على مدار أسبوع كامل في إطار فعاليات إطلاق نسخة العام 2023 من برنامج هواوي العالمي “بذور من أجل المستقبل” الذي أطلقته الشركة في عام 2008 ويُطبق حالياً في 139 دولة حول العالم. وتعتبر المواهب التقنية من دول الشرق الأوسط وآسيا الوسطى من الأبرز على مستوى العالم.

أقيمت مسابقة Tech4Good الإقليمية، التي دخلت الآن عامها الثالث، خلال برنامج “بذور من أجل المستقبل” بغية تمكين الشباب وحفز مشاركتهم في إحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتهم والمساهمة في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلادهم. وعرض الطلاب المشاركون في مسابقة Tech4Good مشاريعهم أمام لجنة التحكيم، حيث تتم اختيار أفضل سبعة فرق مكونة من 40 طالباً للانتقال إلى المرحلة الثانية من المسابقة التي تستضيفها دبي خلال الفترة 10-16 سبتمبر 2023. وسيتأهل الفائزون إلى المنافسة في المسابقة العالمية النهائية في الصين ضد فِرق أخرى من جميع أنحاء العالم.

علاوةّ على ذلك، استضافت فودافون قطر جلسة تفاعلية حول شبكة الجيل الخامس والنصف كجزء من ورش العمل الطلابية في إطار برنامج “بذور من أجل المستقبل”، والتي أتاحت للطلاب المشاركين فرصة الالتقاء بخبراء القطاع، والتعلم أكثر عن هذه التقنية الحديثة. وجمعت الجلسة تحت عنوان “احتضان عالم الجيل الخامس والنصف: إطلاق العنان للنمو المبتكر والمستدام في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى”، قادة وخبراء القطاع للتعمق في الإمكانات التحويلية لتقنية الجيل الخامس ودورها في دفع عجلة الابتكار والتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

يندرج برنامج “بذور من أجل المستقبل” في إطار المسؤولية الاجتماعية لشركة هواوي ويجسد الجهود التي تبذلها الشركة بالشراكة مع عدد من المؤسسات الأكاديمية والخاصة في دول المنطقة للإسهام في تعزيز دور المواهب التقنية في بناء الاقتصاد الرقمي وتطوير النظام الإيكولوجي حول العالم. وفي ضوء التركيز المتنامي على الابتكار والتقدم التكنولوجي، تزود هذه المسابقة العقول الشابة بمنصة مميزة لتبادل الأفكار والتواصل مع أقرانهم حول العالم، واكتساب رؤى قيّمة حول قطاع تقنية المعلومات والاتصالات لرسم مستقبلهم وحفز مشاركتهم في المجتمع الرقمي.

شارك المحتوى |
close icon