خبراء يستكشفون قدرات غير مسبوقة للذكاء الاصطناعي في اليوم الثاني لمعرض «إكسباند نورث ستار»

أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة حقيقية في الآونة الأخيرة، وتعتبر الشركات الناشئة جزءاً لا يتجزأ من هذه الثورة. واستُهلت ظاهرة الذكاء الاصطناعي الحالية بإطلاق تطبيق «تشات جي بي تي» ChatGPT في نوفمبر الماضي. واليوم، بات الذكاء الاصطناعي التوليدي قادراً على تحقيق قيمة تصل إلى 4.4 تريليون دولار عبر مختلف القطاعات.

استضاف معرض «إكسباند نورث ستار» اليوم فعالية «اثنين الذكاء الاصطناعي» لاستعراض إبداعات ما يزيد على 400 شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي كان موضوعاً مشتركاً بين مختلف أنشطة الفعالية.

وأقيمت جلسة نقاشية بعنوان «خارطة سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي بقيمة 98 مليار دولار: تعطش صناديق رأس المال الاستثماري تجاه الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العميقة: هبّة مؤقتة أم بداية حقبة جديدة؟». وتناولت الجلسة دور ابتكارات شركات الذكاء الناشئة في تحويل المؤسسة، وأدارها علي مادافجي، الشريك الإداري في صندوق مؤسسي Blockchain.

وخلال الجلسة ناقش المشاركون التحديات التي تواجه الشركات الناشئة في مراحلها الأولى، وإجراءات العناية الواجبة المطلوبة مع اتساع نطاق هذه الشركات. وأشار كل من دان بوير، الشريك في شركة SuperSeed VC التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها؛ وشيراج جوبتا، الشريك الإداري في شركة 8X Ventures في الهند؛ إلى أن البيئة الكلية المليئة بالتحديات وتقييد الإنفاق يدفعان الشركات إلى خفض التكاليف.

وتلجأ الشركات إلى الذكاء الاصطناعي الذي أثبت فعاليته الاستثنائية في حلّ مكامن الضعف هذه لتبسيط عملياتها التشغيلية. وفي هذا السياق، قال بوير: «ستتحول جميع الشركات في نهاية المطاف إلى الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس قدرة هذه التقنية على التغيير ومكانتها لهذا الجيل، والتي أعتبرها نقلةً نوعية تُضاهي في أهميتها ظهور الإنترنت».

 

الإمارات والسعودية في صدارة مشهد التمويل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

أصدرت شركة «ماجنيت» (MAGNiTT)، المتخصصة ببيانات الاستثمار الجريء في الشركات الناشئة، تقريراً خاصاً باستثمارات رأس المال الجريء – الأسواق الناشئة للربع الثالث من عام 2023، وأشار التقرير إلى أن تمويلات الاستثمار الجريء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلغت في الربع الثالث 250 مليون دولار عبر 78 صفقة، بزيادة قدرها 32% قياساً بالربع الثاني من عام 2023.

مواضيع مشابهة

وتصدرت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة مشهد جذب رأس المال الجريء في المنطقة؛ إذ سجلت المملكة زيادة بنسبة 172% على أساسٍ ربع سنوي. وفي المقابل، سجلت دولة الإمارات ارتفاعاً بنسبة 55% في حشد التمويلات الجديدة. كما شهدت الإمارات أكبر قدر من عدد الصفقات؛ إذ استحوذت على حصة الثلث من إجمالي عدد الصفقات المبرمة في المنطقة للأشهر التسعة الأولى من عام 2023. 

وخلال فعالية «اثنين الذكاء الاصطناعي»، عزا فيليب باهوشي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ماجنت»، أداء الربع الثالث إلى سلسلة من الصفقات الضخمة (100 مليون دولار بالإضافة إلى الصفقات الاستثمارية) في جميع أنحاء المنطقة.

وفي حديث إلى وسائل الإعلام قبل إطلاق التقرير، أشار باهوشي إلى زيادة صناديق رأس المال الجريء الجديدة؛ ففي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أطلقت شركتا «شيميرا كابيتال» و«ألف كابيتال» في دولة الإمارات صناديق جديدة. أما في المملكة فقامت كل من شركة تأثير المالية (IMPACT46) وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية بجمع التمويل لدعم الشركات المحلية الناشئة. وقال باهوشي: «سنتابع عن كثب كيف سيتم تحويل هذه الاحتياطات النقدية إلى استثمارات. وفي الواقع، سيكون النشاط الاستثماري في الربع الرابع من عام 2023 مؤشراً جيداً لاستشفاف مدى قوة مشهد رأس المال الجريء في عام 2024».

 

الهند في دائرة الضوء مع توطد العلاقات بينها وبين الإمارات العربية المتحدة

يستضيف معرض «إكسباند نورث ستار 2023» أكبر تجمع للشركات الهندية الناشئة على الإطلاق خارج الهند. ومع استمرار توطد العلاقات الاقتصادية بين الهند والإمارات العربية المتحدة، ثمة اهتمام متزايد بين عمالقة قطاع التكنولوجيا في الهند لدعم قطاع الاقتصاد الرقمي الناشئ في دولة الإمارات.

وناقشت جلسة نقاشية تضم كوكبة من أبرز رواد الأعمال ذوي الأصول الهندية، أهمية تطور العلاقات بين البلدين بالنسبة للشركات الناشئة والخطوة التي يتعين على هذه الشركات من شبه القارة الهندية اتخاذها في المرحلة التالية لترسيخ مكانتها في ثاني أكبر اقتصادات العالم العربي.

وناقش روهيت تشيناماني، المؤسس لشركة «داروين بوكس»؛ وأبهيراج سينغ بهال، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك في شركة «أوربن كومباني»؛ وأميت زوتشي، المؤسس والشريك الإداري لشركة «مورفوسيس فينشر كابيتال المحدودة»؛ وراماكانت شارما، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «ليف سبيس»، معاً سبل التوسع عبر الحدود؛ إذ أوصوا بوجود إيرادات أساسية لا تقل عن 50 مليون دولار قبل التفكير في التوسع دولياً. ومن المهم للشركات التي تقدم خدماتها لقطاع الأعمال، ولا سيما في مجال تكنولوجيا المعلومات، أن تتمتع بحضور قوي واستمرار في دورة التجديد لضمان القدرة على تحديد السوق الأنسب لكل مُنتج.

ووفقاً للخبراء المشاركين، فإن الوجود المادي وامتلاك الخبرة المحلية، وذلك بما يتناسب مع سياق المنطقة، تعد عناصر أساسية لاكتساب قدرة تنافسية. وفي نهاية المطاف، يجب أن تتبنى شركات خدمة العملاء مبادئ أساسية متسقة، مع تكييف جميع العوامل الأخرى بما يتناسب مع كل سوق، بما في ذلك الخدمات ونماذج التشغيل واستراتيجيات الدخول إلى السوق الأولية.

 

شارك المحتوى |
close icon